علاقة المعايشة بين الأم والطفل 1 – 2
لقد رأينا أن حاسة اللمس عند المولود هي أكثر حواسه نموا. فهي التي تسمح له بأن يخطو الخطوة الأولى إلى الواقع، بتسجيل أقرب الأشياء إليه، مثل وجه أمه ويديها. ويتحدث الأطباء النفسيون عن “علاقة المعايشة” القائمة بين الأم والابن، ويؤكدون أنها ظاهرة طيبة تنشأ لدى الطرفين.
وسنتحدث فيما بعد عن الأوقات التي تظهر فيها هذه العلاقة، سواء كانت بطريقة تلقائية أو واعية. فإذا نجحت الأم في فهم هذه العلاقة، وإدراك متطلباتها، وإمكانيات طفلها المستترة، فستكون قادرة على استغلال جميع اللحظات، والظروف المتاحة لهذه العلاقة وبذلك تضمن له نموا سليما للجسم والنفس.
السر الدفين:
عندما يخرج الطفل إلى الدنيا: هل يحمل معه ذكريات؟ هل يكون قد اختزن من المعلومات ما يفسر تصرفاته التلقائية؟ سيبقى هذا التساؤل دون إجابة مؤقتا. لكن كيف نصدق أن الطفل يأتي إلى الدنيا بذهن ناصع كصفحة بيضاء؟ وإذا كان يعرف أشياء فما هي؟ إن كل هذه التساؤلات تثير خيالنا. ولم لا نفترض أن الطفل منذ وجوده في بطن أمه له ذكريات؟
لا يسع المرء عند رؤيته لمولود صغير، إلا أن يتأمل في سر الخلق. فنحن نعرف كل شيء، فيما عدا الأشياء الأساسية. أليس من الغريب أن يعرف الطفل أكثر مما نعرف نحن؟ وأن يكون لديه الكثير من المعلومات التي لا يستطيع نقلها إلينا، والتي تتلاشى شيئا فشيئا من ذاكرته.