علامات رولان بارت
تشهد نظرية المعرفة والأدب، عبر تاريخها المُتحول والمُتطور، كما يعرف تاريخ الأفكار، وهو يبحث في تاريخ الفكر البشري، من حيث الثبات والتحول، تميز أسماء فكرية، يُصبح تجاوز استحضارها في عملية الفهم المعرفي والإدراك الفلسفي مسألة غير ممكنة، نظرا لكونها لم تقف عند مستوى إنتاج الأفكار، إنما استطاعت أن تنتج طريقة في التفكير، وتُوفر للتاريخ فكرا مُولَدا للأسئلة، ومُتجاوزا للحقل المعرفي الواحد، والحاجة إلى استحضارها لا تخص فقط محتوى خطابها، ومنطق تصورها، وهو شيء تفرضه الضرورة الفكرية والثقافية، وإنما القصد يتحقق أيضا من قدرة هذه الأسماء على إنتاج خطاب تصبح له القدرة-تاريخيا- على التعليم المنهجي بصياغة السؤال، وبناء الفكرة، وثقافة القراءة. ولهذا، تظل تلك الأسماء حاضرة بكل قوة في كل محطة فكرية، كما يظل خطابها مُولدا للأفكار والتصورات، وحقلا خصبا لاقتراح الأسئلة. كلما تطور الفكر البشري، وامتد منطقه عبر حقول جديدة، ومن خلال وسائط مختلفة، أثبتت تلك الأسماء قدرتها على مواصلة تدبير الفهم المعرفي، وعلى كونها لم تكن حالة ثقافية خاصة بتاريخ سياق معين، إنما أصالتها في قدرة خطابها على مواصلة الحياة، بدعم الفكر في تدبير أسئلته وإدراكه.
روائية وناقدة مغربية
زهور كرام