عمر الخيّام: الخمرُ مشروعٌ روحيّ فلسفيّ غراميّ لصناعة الجسور بين الوجود والعدم
للوصول إلى الشاعر الفارسي العظيم عمر الخيام في منازل تلك السموات وشوارعها وفراديسها، لم تكن أمامنا من مهمة، إلا التقدم ببطاقة بحث للاستدلال على وجوده في تلك الفضاءات الجديدة. ذلك ما فعلناه، عندما تقدمنا بطلب البحث عن غياث الدين أبي الفتوح عمر بن إبرهيم الخيام المعروف بعمر الخيام لدى إدارة هجرة الأرواح. لم نتأكد من وجوده في منطقة التائهين من دون هوية، ولا في مكتبة القشلة الذهبية أو حانة الفلاسفة على وجه التحديد. لكن الأمر لم يتفاقم إلى درجة فقدان الأمل بالعثور على الشاعر، إذ سرعان ما طلبت منا سكرتيرة إدارة هجرة الأرواح الجلوس والتريث إلى حين ظهور بعض النتائج. آنذاك دخل علينا رجلٌ نحيلٌ، يقف على كتفه اليسرى طيرٌ يُسمى طاسغنداق، وهو يطلق نحونا نظرات ثاقبة، فيما كانت قدماهُ تسيران نحونا بمزاج تملأه السعادة. لم نرَ للمشهد مثيلاً من قبل، إلا أننا قمنا باحتوائه ممزوجاً بصوت ذلك الراديو الذي كان ينبعث منه صوت أم كلثوم هادراً بأغنية “هو صحيح الهوى غلاب”.
مواضيع ذات صلة رجل يعيشُ بلا قلب إلى هناك حيث الغياب صابر الرباعي عرّاب أيام قرطاج الموسيقية… فضاء الإبداع للجميع