عمر الهوني يرصد كفاح الليبيين في المنفى والثورة
لندن «القدس العربي»: من الكتب العربية التوثيقية التي لا تحتوي على كلام، هو أقرب إلى ألبوم الصور وليس له مؤلف. هذا الكتاب لصاحبه المصور الصحافي الليبي الفنان عمر الهوني هو نوع من التأريخ لجانب من حركة نضال الليبيين، من أجل القضاء على حكم ديكتاتوري تربص بهم وفرض نفسه عليهم بالشعارات، وبالحديد والنار على مدى ما يزيد عن الأربعين عاما.
والمجلد المصور يرصد احتجاجات وإرهاصات الثورة ضد حكم القذافي، قبل عقود من انفجارها، أمضى عمر الهوني عشرين عاما وأكثر في معايشة هذه التظاهرات والاحتجاجات والمؤتمرات السياسية للمعارضة في الخارج، في عواصم عربية كالقاهرة وعواصم أوروبية كلندن وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية.
صور لها تاريخ، عنوان تستعيد معه ذكرى كتاب «أيام لها تاريخ» للكاتب والمفكر المصري الراحل أحمد بهاء الدين. يرصد الكتاب بالصور فقط، هذه الإرهاصات الشعبية والوطنية الليبية خلال الفترة من 1991 وحتى 2011 في عشرات بل مئات الصور، ولكل صورة تاريخ. هذا المجلد المصور وثيقة، وتاريخ وتسجيل للحظات من حياة الشعب الليبي، خاصة المهاجرين الهاربين من طغيان العقيد ومعتقلاته ومشانقه. ولهذا يحمل عنوانا فرعيا: «من كفاح الليبيين في المنفى».
تولى إصداره مركز الدراسات الليبية في مدينة اكسفورد البريطانية، وقام بالإخراج الفنان المصري محمد كامل. صدر في 320 صفحة من القطع الكبير جدا في حجم مجلدات الأطالس الجغرافية.
ومع أننا نتفق مع ماجاء في المقدمة المكتوبة بالعربية والانكليزية في أننا نعيش عصر الصورة التي أصبحت تشكل محورثقافتنا المعاصرة وإعلامنا وتواصلنا، إلا أننا كنا ننتظر أن يرافق هذا الحشد الضخم من الصور، عدد مناسب من الصفحات المكتوبة لشرح خلفيات ومقدمات ومسار الأحداث التي رصدتها عدسة المصور، فمن يطلع على هذا السجل القيم سيتساءل أمام بعض الصور والمناسبات والشخصيات عن تفاصيل ومعلومات وخلفيات وشروح تضعه في الصورة. من هم هؤلاء الأشخاص وخاصة من ترد اسماءهم بوضوح، وماذا كانوا وكيف أصبحوا؟.. وماهي أدوارهم وماذا كان منهم فيما بعد وفيما قبل؟