عملية مسح ضوئي بأشعّة الليزر ثلاثية الأبعاد يمكنها أن تساعد على ترميم نوتردام
يوم الإثنين، شاهد العالم برعبٍ كاتدرائية نوتردام في باريس تحت أنقاض النيران. أضعفت النيران تماسك سقفها وأطاحت بحجرتها المركزية الأيقونية. بدا وكأن الكنيسة قد انتهى أمرها فعلاً، ولن تعود لسابق عهدها. لكن بفضل تكنولوجيا التصوير المتطورة، فإن آمال إعادة الترميم ما زالت قائمة.
تم تسجيل كل تفاصيل وأسرار البناء الرائعة الخاصة بهذا المبنى القائم منذ القرن الثالث عشر في سجلّات آرشيف رقمي بإستخدام التصوير بأشعة الليزر بفضل العمل الدقيق الذي قام به آندرو تالون (Andrew Tallon) مؤرخ الفن في كلّية فاسار(Vassar college).
هذه السجلات جعلت فهمنا لكيفية بناء نوتردام فهماً عميقاً، ومن الممكن أيضاً أن توفر نموذجاً لباريس عن كيفية إعادة تشييد نوتردام.
يأمل المهندسون المعماريون أن تقوم الأعمال التي قام بها تالون بتوفير مخطط للبقاء على المسار الصحيح لإعادة البناء.
قامت قناة ناشونال جيوغرافيك(Nat Geo) عام 2015 بعرض ومراجعة عمليات المسح الفريدة التي قام بها تالون، مسلّطة الضوء على التصوير الرقمي الخاص بكاتدرائية نوتردام.
على مدى قرون، كانت الأدوات الوحيدة التي بمقدورنا استخدامها لقياس المباني وهيكل البناء بدائية، كالمساطر والأقلام. لكن بفضل التحول التكنولوجي للقرن الواحد والعشرين، استطاع تالون أن يكتشف أسرار هذا المبنى العظيم.
سجّل تالون بيانات لأكثر من 50 موقعاً في الكاتدرائية وما حولها في عمليات المسح التي قام بها. ممّا نتج عنها معطيات مذهلة لمليار نقطة من البيانات.
تبدأ كل عملية مسح بتركيب جهاز الليزر في حامل ثلاثي الأرجل ووضعه في منتصف هيكل البناء، حيث يبدأ جهاز الليزر بعملية المسح حول المنطقة في جميع اتجاهاتها، وترتد الأشعة للخلف عندما تبدأ بمسح السقف لتسجيل قياسٍ دقيق للموضع والسقف الخاص بأي دعامة أو عمود، عن طريق قياس الوقت الذي استغرق الأشعة للعودة إلى مركزها. كل قياس يتم تسجيله بشكل نقطة ملونة، وكل النقاط يتم دمجها لتكون صورة مفصّلة، مثل البكسلات الملونة في الصور الرقمية. وتشكل هذه النقاط بالنهاية صورة ثلاثية الأبعاد للكاتدرائية.
حسب ما قاله تالون في مقابلته مع قناة ناشونال جيوغرافيك فإذا تمت عملية المسح بشكل سليم فستكون الصور الناتجة مضبوطة بدقة.
وفقاً لصحيفة نويورك تايمز(New York Times) فقد استغرق الحريق أقل من ساعة حتى ينتشر من عُلّية الكاتدرايئة مبتلعاً السقف ليُسقِط بعدها الحجرة المركزية.
ووفقاً لمقال كانت قد نشرته نفس الصحيفة ((NYT يتحدث عن تاريخ كاتدرائية نوتردام، بدأ بناء كاتدرائية نوتردام عام 1163 وانتهى عام 1345، وكان الطابق الخشبي يحتوي على مرافق تاريخية من عام 1220 والتي دُمّرت بالكامل من قبل الحريق.
بدأت حركات الدعم لإعادة الترميم بالظهور. حيث تعهّد الباريسيون الأغنياء والشركات الثريّة بالتبرّع بأكثر من 450 مليون دولار لإعادة تشييد نوتردام واستعادتها.
ذكرت صحيفة نويورك تايمز أن معظم القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن والبنية الحجرية للكاتدرائية ما زالوا على حالهم على الرغم من الأضرار الكبيرة.