عمى التغيير 1من اصل2

عمى التغيير

1من اصل2

عمى التغيير  1من اصل2
عمى التغيير
1من اصل2

تخيل أنك خضعت لتجربة طلب فيها منك النظر إلى الصورة الأولى من الشكل 4- 3. بعد ذلك، وفي اللحظة التي تحرك فيها عينيك، يتم تغيير الصورة إلى الصورة الثانية من الشكل نفسه. السؤال هو: هل ستلاحظ الفرق بين الصورتين؟ إن أغلب الناس متأكدون من أنهم سيفعلون هذا، لكنهم مخطئون.

إن هذا هو ما يسمى بظاهرة عمى التغيير، التي تم إثباتها بالعديد من الطرق المختلفة؛ فاستخدمت أولى التجارب التي تمت عليها- والتي أجريت في ثمانينيات القرن الماضي- أدوات لتتبع العينين. استخدم شعاع ليزر، ينعكس من عين المشاركين، لاكتشاف حركات العين، ثم تم التغيير الفوري للنص أو الصورة التي ينظرون إليها؛ ففشل المشاركون حتى في ملاحظة التغييرات الكبيرة والوضحة ظاهريا. أدوات التتبع هذه غالية الثمن، لكنني حاولت تجربة طريقة أبسط تتمثل في إجبار المشاركين على تحريك أعينهم عن طريق تحريك الصورة قليلا وتغييرها في الوقت نفسه؛ وتوصلت إلى نفس النتائج وخلصت إلى أن ثراء عالمنا المرئي وهم.

استخدمت بعد ذلك العديد من الطرق الأخرى، يقوم أبسطها على وجود ومضة رمادية قصيرة بين عرض الصورتين، يمكن بعد ذلك التبديل بين الاثنتين حتى يستطيع الملاحظ رؤية الفارق. بشكل عام، من الممكن أن يستغرق الناس عدة دقائق حتى يكتشفوا شيئا كبيرا لونه مختلف، أو آخر غير موجود على الإطلاق. إنها حقا لتجربة محبطة جدا؛ فأنت تنظر وتنظر ولا ترى أي فارق، فإذا كنت مع آخرين، فإنك ستسمعهم يضحكون عليك، ثم فجأة ترى الفارق الواضح جدا ولا تعرف كيف أنك لم تلاحظه منذ اللحظة الأولى.

يحدث هذا التأثير لأن كل تلك الطرق توقف نشاط الآليات التلقائية وآليات الكشف عن الحركة التي عادة ما تنبهنا لحقيقة أن هناك أمرا تغير في أحد الأشياء، ودون تلك الآليات يكون علينا الاعتماد على الذاكرة عبر حركات العين، ويبدو- بحسب نتائج تلك التجارب- أن الذاكرة الخاصة من جانبنا؟ ربما يكون السبب ما يلي: نحن نتصور أننا بينما نجيل النظر في الصورة،

m2pack.biz