عمى التغيير
2من اصل3
تزيد أكثر فأكثر معرفتنا بها مع كل نظرة إليها حتى تتكون في رأسنا فكرة جيدة جدا عما هو موجود بداخلها. هذا هو مفهومنا عن الرؤية، وهذه هي الطريقة التي نتصور أن يتم بها الأمر، لكن إذا كان الأمر كذلك، فمن المفترض بالتأكيد أن نتذكر الدرابزين، وأن نلاحظ أن الجزء العلوي منه قد اختفى. إن قوة عمى التغيير توحي بأنه لا بد من أن هناك شيئا خاطئا في تلك النظرية الطبيعية الخاصة بالرؤية، لكن هذا الشيء غير واضح.
أحد الاحتمالات يتمثل في أن الانتباه ربما يعد هو المفتاح، فهل تركيز الانتباه على شيء يحول دون ملاحظتك للفارق بين الصورتين؟ وضع عالما النفس دانيال ليفين ودانيال سيمونز هذا الاحتمال محل التجربة؛ فقد صنعا أفلاما قصيرة تختفي فيها أشياء عديدة أو يتغير شكلها أو لونها. في أحد الأفلام، يجلس الممثل وحيدا في إحدى الغرف، ثم يقوم ليذهب إلى الباب عندما يدق جرس الهاتف. هناك تحول لمشهد آخر خارج الغرفة، وهناك شخص مختلف تماما يمسك بسماعة الهاتف؛ إن نحو ثلث المشاركين في التجربة هم فقط الذين اكتشفوا التغيير.
ربما تعتقد أن هذا حدث بسبب بعض الخداع في الفيلم، لكن أثبت نفس العالمين- على نحو يثير الدهشة- التأثير نفسه مع الأشخاص العاديين في الوسط اليومي المحيط بهما. في إحدى الحالات، رتبا قيام أحد القائمين على التجربة بالاقتراب من أحد المارة في حرم جامعة كورنيل، وسؤاله عن كيفية الذهاب إلى مكان ما داخل الحرم،