عواطف الجماهير وأخلاقيتها 17من اصل17

عواطف الجماهير وأخلاقيتها 17من اصل17

عواطف الجماهير وأخلاقيتها 17 من اصل 17
عواطف الجماهير وأخلاقيتها 17 من اصل 17

صحيح إن جعل الفرد أخلاقيًّا من خلال الجمهور لا يشكل قاعدة عامة أو مستمرة. ولكننا نلاحظ أنها تتكرر غالبًا، وحتى في ظروف أقل ضخامة وخطورة من تلك التي ذكرتها. ففي المسرح نلاحظ كما قلت سابقًا أن الجمهور يطلب من بطل المسرحية التحلي بفضائل مبالغ فيها. وحتى الحضور المشكلون من عناصر أدنى مستوى يبدون محتشمين في بعض الأحيان. فمحترف الملذات المنغمس فيها والقواد والأزعر المتهكم يتمتمون غالبًا بصوت هامس أمام مشهد خطر أو كلام خفيف غير مزعج على الإطلاق بالقياس إلى عاداتهم المعهودة في الحديث والنقاش. (عادات الصخب والعنف).

وإذن فإن الجماهير التي تستلم غالبًا للغرائز المنحطة تقدم أحيانًا أيضًا عدة أمثلة على أعمال أخلاقية عالية. وإذا كانت قيم النزاهة والانقياد والتفاني المطلق في سبيل مثال أعلى وهمي أو واقعي تمثل فضائل أخلاقية، فإنه ليمكننا القول بأن الجماهير تمتلك أحيانًا هذه الفضائل بدرجة عالية لم يتوصل إليها أعظم الفلاسفة والحكماء إلا نادرًا، وهي تمارسها بلا وعي بدون شك. ولكن لا يهم، فلو أن الجماهير قد حكمت عقلها غالبًا واستشارت مصالحها الآنية، لربما انعدمت كل حضارة على سطح كوكبنا الأرضي وما تطورت، ولما كان للبشرية من تاريخ.

 

 

m2pack.biz