الحقيقة بدأتها وقلت:- رسالة تحدي لسلطة فقدت شرعيتها منذ أعلنت عن البقاء في الحكم طالما في القلب من نبض، إحساس بوجود منقذ قادر على الإمساك بالأيدي المرفوعة قبل أن تغرق مع الأجساد في طوفان الفساد والعجز والحاجة، خوف من غد يأتي بالمزيد من الاوجاع، فلا يستطيع الجسد الواهن أن يتحملها، تمسك بأمل لاح في الأفق حتى ولو تبدى في النهاية أنه وهم، لا أعلم أي تلك الأمور حاول المصريون التعبير عنها يوم الجمعة عندما ذهبوا لاستقبال الدكتور محمد البرادعي عند عودته في مطار القاهرة، ولعل كل منهم سبب خاص، أو ربما اجتمعوا على كل تلك الأسباب، ما يعنيني في تلك الصورة هو العثور على إجابة لسؤال يتردد إلى أي مدى يمكن أن يحدث بعد هذا اليوم؟ وعن أي تغيير نتحدث تغيير الجوهر للإنسان والمكان معا، أم تغير الظاهر بنفس ملامحه القديمة لتظل جاثمة على صدور قد ضاقت بها، لا أحد يجادل في قيمة شخص الدكتور البرادعي كمصري رفض الاستكانة لرغبات الولايات المتحدة والقاهرة باتهام بغداد بحيازة سلاح دموي، فكان حصوله على نوبل ولا رئيس سابق لهيئة دولية أكثر من دولة بلا سعي منه لأكثر من دورة بلا سعي منه ولا تأييد من دولته، ولكن هل يمتلك البرادعي آليات التغيير السياسي في مصر؟ هل يستطيع وضع أجندة للنهوض فكريا واقتصاديا واجتماعيا بالعنصر المصري؟ هل لديه رؤية لما يمكن تحقيقه في ظل حرية ينادي بها وديمقراطية يرى البعض أنها لا تصلح مع الفقر؟ هل يعرف كيف يسيطر على منابع الفساد الذي استشرف في عروق أشباه المؤسسات التي تحكم الوطن؟ هل يدرك كيفية التعاطي مع انفلات يصبغ سلوك المهمشين؟ لم يمنحني دكتور البرادعي