غياب دور العلم والثقافة العلمية
لعل كثيراً من المشاكل التي تواجهها البلاد في الفترات الأخيرة كالإرهاب والتطرف والعنف وزيادة معدل الجرائم والانفلات الأخلاقي تعود إلى غياب دور العلم والثقافة العلمية، فعندما يغيب العقل يغلب الجهل…!
البحث العلمي هو الطريق الرئيسي لتقدم الأمم وازدهارها، لكنه لم يكن إلا بالتنظيم والتطوير وتبني الأفكار الشابة وتشجيع الابتكار وتنميته، كما أنه لابد أن يرتبط بجميع مجالات الصناعة لكي يكون له مردود ملموس على المجتمع بجميع مستوياته بما يفتح طاقة أمل جديدة لشباب الباحثين والموهوبين حيث يوجد في مصر 263 مركزاً بحثياً، وكذلك آلاف المنشآت الصناعية، ومع كل هذا توجد فجوة كبيرة بين المجتمع البحثي الممثل في الجامعات ومراكز البحوث بما تضمنه من علماء وباحثين وبين المجتمع الصناعي.
نحن في حاجة ماسة إلى استراتيجية متكاملة لتطوير وتحديث البحث العلمي في مصر، فالمقصود بالاستراتيجية أنها برنامج عمل زمني يستغرق مدة تتراوح من عشر سنوات إلى عشرين سنة على أن يتم تقسيمه إلى مرحلتين أو أكثر، كل مرحلة تنتهي بنتائج واضحة يتم البناء عليها عند البدء في المرحلة التالية لها على أن يكون هذا البرنامج الزمني برنامجاً شاملاً يمثل تخطيطاً مستقبلياً للنهوض بالبحث العلمي.
وعلينا ان نبدأ من الآن تحديد أهداف محدودة من خلال إعداد برنامج يشمل عدة محاور، أذكر منها الجرأة في اقتحام المشاكل المزمنة ووضع برامج للارتقاء بها من الحلول المؤقتة التي تؤدي إلى مشاكل تبعد العلماء عن طريقهم العلمي، ووضع معايير واضحة لتعيين القيادات تعتمد على اختيار الكفاءات من خلال برامج مستمرة لاعداد تلك القيادات العريضة من المصريين، فما زالت حتى الآن تسود المجتمع المصري أفكار ومعتقدات وعادات باتت لا تصلح في عصر النانوتكنولوجي.