فتافيت سعادة
ما السعادة؟ ثروةٌ؟ شهرةٌ؟ نجاحٌ؟ جمال مطلقٌ؟ فستان راقٍ؟ طقم ألماس فريد؟ شهادةٌ عاليةٌ؟ منصبٌ رفيع؟ بيتٌ جميلٌ يطلّ على البحر؟ شقّة في نيويورك، وأخرى في لندن؟ عائلةٌ دافئة متماسكة ومتحابّة؟ أصدقاء أكثر؟ أعداء أقلّ؟ عُطَل مستمرّة؟ رحلة نلفّ بها العالم على متن يخت فاخر؟ طائرةٌ خاصّة تقلّك حيث تريد؟ ما السعادة الحقيقية؟ قد يسارع البعض الى الإجابة بنعم على خيارات عدّة من هذه اللائحة الطويلة، أو ربما على كلّ اللائحة وأكثر منها بعد. فالرغبة في المزيد، طبيعة إنسانية لا يمكن نكرانها. لكننا، وفي خضمّ سعينا الى المزيد، نُهمل ما نملك، نتنكّر له، نبخس تقديره، ونروح نبحث عن «ماذا بعد؟». تعلّمتُ مع الوقت، أن أتوقّف عن الانتظار، وأتلذّذ بتذوّق السعادة في أصغر الأمور التي تخصّني: رسائل ابنتي المليئة بالرسوم، وفنجان قهوة صباحية مع أمّي، وصوت ابني الصغير يتلمّس كلمات أغنية طفولية يدندنها قبل أن يغلبه النعاس… فتافيت سعادة ألتقطها من هنا وهناك، قبل أن يهرب العمر، بين انتظار وتوقّع.
نسائم
ثمّة رحيل لا عودة منه،
محطة أخيرة بلا وداع،
ثمّ خطوة في الفراغ.
سحابة تُمطر ذكريات ودموعاً
وحبّاً يتخطّى المكان والزمان:
كيف لنا أن ننسى؟