فريدا كاهلوالألم عنوان الحياة والفن طوق النجاة

فقره3
فقره3

3من اصل3

 

 

نرى أن الألوان المستخدمة حية، صاخبة ونابضة بالحياة. أحمر، أبيض وأخضر هي ببساطة ألوان العلم المكسيكي.

كما اعتمدت “فريدا” أسلوب (Ex – voto) في لوحة “ولادتي” وهو أسلوب متبع في اللوحات الدينية الكاثوليكية، والتي أصبحت شائعة في الثقافة الدينية المكسيكية في القرن التاسع عشر. عادة ما تكون هذه اللوحات صغيرة المقاس، ومرسومة على معدن أو خشب. تبدو في الصورة رأس مخيف يخرج من رحم، إنه رأس “فريدا” من غير شك. ولكن، قد يشير هذا الجنين الذي ينغمس ببركة من الدماء إلى ابنها الذي توفي قبل ولادته. كما أن رأس الأم في اللوحة مغطى وهذه إشارة إلى وفاة أمها قبل رسم اللوحة بوقت قريب.

استبدلت رأس أمها المغطى بلوحة لرأس عذراء الأحزان تبكي وهي تنظر من أعلى السرير، معلقة بخنجرين، غير قادرة على إنقاذ الموقف. ورغم أن اللوحة مرسومة بأسلوب (Ex – voto)، إلا أن “فريدا” لم تعلق بأي كلام على ذيل اللوحة. ربما لم تجد الكلمات التي تصف فاجعتها بكل تلك الذكريات مجتمعة، ذكريات الحياة والموت معًا.

لوحة أخرى غنية بازدواجيتها. رسمت هذه اللوحة بعد طلاقها من “دييغو ريفيرا” في عام 1939، بسبب خياناته المتكررة لها ومؤخرًا مع أختها “كريستينا”، وهذا ما سبب انشقاق “فريدا” عن نفسها إلى فريدتين اثنتين. على اليمين، “فريدا” التي أحبها “دييغو” بزي “تيهوانا” المكسيكي، ممسكة بيدها بنقش مرسوم عليه “دييغو” كطفل. وعلى اليسار تطل علينا “فريدا” الأوروبية بفستان فيكتوري أبيض “فريدا” ألمانية الأصل من طرف والدها. يظهر في اللوحة قلبان عاريان، وهي تقنية اعتمدتها “فريدا” لإظهار ألمها. قلب “فريدا” غير المحبوبة يظهر مكسورًا، بينما الآخر كاملاً، كذلك يبرزوريد من النقش بيد “فريدا” المكسيكية، ويصل القلبين سويًا وينتهي بيد “فريدا” اليسرى مقصوصًا بمقص جراحي، وتضيع قطرات الدماء مع الزهور الحمراء في حاشية فستانها الأبيض. تترافق السماء العاصفة في الخلف، المليئة بالغيوم الهائجة مع نظراتها الهادئة الحزينة بإشارة إلى اضطراب “فريدا” الداخلي.

m2pack.biz