فطرة الفضول الإيجابي
الفضول هو تلك اللمعة التي تلاحظها على وجه الطفل حين يكتشف عالمه أو جزء منه لأول مرة. فالطفل لا يهدأ سوى بعد فتح جميع الأدراج المقفولة ويكتشف كل ركن بالمنزل، فيخاف مما لا يعرفه ويحب ما يشعره بالسعادة وينفر مما سيكرهه. إن الفضول فطرة يولد بها الإنسان، ليطور من عالمه ويندمج معه. ولولا تلك الفطرة، لما كنا سننطلق نحو استكشاف إمكانيات الحياة المتوفرة، ولا كنا سنكتشف الكرة الأرضية بجمالها، ومنذ ننطلق نحو الفضاء.
مع الأسف تقل تلك الفطرة تدريجيًا عند أغلب البشر. بسبب الحياة الروتينية الصعبة، فيفضل العقل القيام بما يعرفه مسبقًا والبقاء مستريح. لأن الفضول الإيجابي متعب للعقل، ويجعله في تفكير دائم وبحث مستمر، والحياة المجهدة لا تتناسب مع تلك الصفات. ولكن يمكن للإنسان أن يعيد تشغيل تلك الفطرة المطفأة مجددًا.
يمكننا وصف الفضول الإيجابي على إنه غريزة في كل كائن حي. حتى الحيوانات تمتلك فضول قوي، وإلا لما كانت لتتعلم الطيران أو الصيد أو اكتشاف مناطق صالحة للهجرة. لو جلبت علبة لكلب أو قطة، ستلاحظ مدى الفضول في معرفة ولمس ذلك الشيء.