يجب على مسؤول التسويق التفكير باستمرار في أفكار تسويقية جديدة غير مسبوقة لتجربتها لان أي فكرة تسويقية تنفذها وتنجح اليوم، سيخفت بريقها في الغد
الآن دعنا نتعلم من تجربة تسويقية حديثة في البرازيل: شركة بيع ملابس، تنشر في صفحتها على فيسبوك صور كل قطعة ثياب تبيعها، وتطلب من زوار الصفحة الإعجاب بما يرونه يستحق. حتى الآن، لا جديد في الأمر.
الجديد كان أن هذه الشركة أبدعت علاقات (بتضعيف اللام) ملابس خشبية، كما في الصورة، وفي منتصفها عداد رقمي، يعرض عدد مرات الإعجاب التي حصلت عليها كل قطعة ملابس على صفحة الشركة على فيسبوك. هذه العدادات مصممة بطريقة ذكية بحيث تتعرف على قطعة الملابس المعلقة عليها، وتعرض عدد مرات الإعجاب الحالية بشكل تلقائي.
غرض الشركة من هذه الخطوة هو مساعدة المشتري المتردد على حزم أمره، فحين تقف أمام قطعة حصلت على مرات إعجاب كثيرة، وأخرى قليلة، فأغلب الظن أنك ستثق في قرار الجموع، فهذه هي الغريزة التي أحملها أنا وأنت وكل الناس – السير مع الجماعة والقافلة والقطيع طمعا في الاستفادة من حكمة هذه الجماعة.
طبعا هذه الخطوة التسويقية يمكن إساءة استغلالها، ضغط أي معجب لزر الإعجاب بأي منتج كان – لا يعني بالضرورة أن هذا المُعجب سيـُخرج المال الثمين من جيبه العتيد لشراء هذه القطعة.
لكن الطريف في الأمر أن الشركة تهدف في المقام الأول من وراء هذه الخطوة إلى زيادة ارتباط عموم المشترين بصفحة الشركة على فيسبوك، لأنه هناك حيث ستستمر الشركة في نشر صور الموديلات الجديدة، وعن طريقها سيستمر ارتباط المشترين مع المنتج والعلامة التجارية، وعن طريقها ربما أقنعت الجموع بالشراء.
لعلك ستقول الآن أن هذه الفكرة لن تنجح، لكنها نجحت بالفعل، كوني أتحدث عنها هنا، نقلا عن مصادر عالمية، فهذا هو عين النجاح. هل المبيعات ستزيد؟ لو لم تزد اليوم فستزيد غدا، لأن عدد العملاء المحتملين الذين تعرفوا على هذا الشركة زاد كثيرا.
الآن أريد من القراء الذين يعملون في بيع بضاعة أو منتجات، أن يجربوا تطبيق هذه الفكرة، طبعا بشكل بدائي، مثل ورقة كرتونية معلقة على كل منتج، مكتوب عليها عدد مرات الإعجاب على صفحة الشركة على فيسبوك بأهم المنتجات حتى يوم الأمس مثلا، لكن بشرط شديد الأهمية، أن تكون هذه الأرقام حقيقية لا وهمية أو خيالية، ويكتبون لنا عن تفاعل العملاء المحتملين مع هذه الفكرة وتأثيرها على ولاء العميل وعلى المبيعات.