فنانة فلسطينية تستوحي لوحتها من محمد عساف
في سابقة هي الأولى من نوعها في غزة المحاصرة، قامت فنانة تشكيلية شابة بافتتاح أول أتيليه من نوعه لتعليم هواة الفن التشكيلي وتدريبهم، وهي بذلك تكون قد أفسحت مجالاً، وأعدت مكاناً لهواة هذا الفن الذي يعتبر شيئاً ثانوياً في مجتمع تحكمه العادات والتقاليد.
الفنانة الشابة «رشا أبو زايد» 23 عاماً، قادتها الصدفة إلى كلية الفنون الجميلة، وتحديداً قسم التصوير، في جامعة الأقصى في غزة، وذلك بعد أن دخلت قسم الكيمياء في بداية حياتها الجامعية.
كل شخص في لوحة
وعن بداية مشوار الرسم في حياتها تقول رشا: «اكتشفت موهبتي وأنا في سن الخامسة عشرة، لم أكن حينها أعلم ما هو الفن التشكيلي، وبقيت أمارس الرسم على طريقتي، وكنت أغلب الأوقات أترك دراستي لكي أرسم، وأيضاً خلال شرح المعلمين في الفصل أفقد تركيزي مع أساتذتي حين أسرح في المناظر الطبيعية المطل عليها الفصل، وأتخيل كيف تبدو على الورق حين أرسمها، وكذلك وجوه المعلمين والناس وأي شخص أراه لا أتخيله إلا في لوحة».
المشوار الحقيقي للفن
بدأت رشا أبو زايد مشوارها مع الفن من خلال دراستها الجامعية، حيث شاركت في العديد من المعارض الفنية، وورش العمل، ورسم الجداريات الإنسانية والوطنية، ولكنها كما تقول لم تر أن فترة الدراسة قد حققت لها ما تريد.
أول أتيليه
أضافت: «بعد زواجي وإنجابي طفلتي الأولى انشغلت فترة عن الفن، ثم عدت بفكرة جديدة، حيث قررت افتتاح أتيليه خاص للرسم، حيث كان أحد أحلامي الصغيرة أن يكون لي مرسم خاص أتعايش فيه مع أجواء الفن والرسم، وأيضاً لتدريب وصقل المواهب الفنية في قطاع غزة، وبالفعل وجدت العديد من المواهب التي تحتاج إلى تطوير، والكثير من الشباب والأطفال يحتاجون الرسم ويهوونه، وهنا بدأ دوري معهم حيث دربت الكثيرين منهم، ومازلت أعمل على تطويرهم».
صعوبات واجهتني
«واجهتني عدة صعوبات في بداياتي أولاً كفنانة، حيث إن الفن التشكيلي لا يلقى الاهتمام المطلوب في غزة، وثانياً لأنني امرأة، فالنظرة للمرأة الفنانة ليست هي النظرة التي تستحقها؛ لأن المجتمع كان ومازال ذكورياً، ولأن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها غزة تلقي بالفن في ذيل قائمة اهتماماته».
شيزوفرنيا
هذا هو اسم أول معرض شخصي ل(رشا) ويعني فصام العقل عن الواقع، وعن سبب عدم إقامتها معارض شخصية فردية بعد هذا المعرض تقول: «الفن يحتاج الكثير من التكاليف المادية للاستمرار، وهذا ما سبب تأخري إلى الآن، ولم أجدد معارضي بعد معرضي الأول، ولم أجد جهة تتبناني لعمل معرض، ومن المؤكد أن أي إنسان لكي يستمر في إبداعاته يجب أن يشعر بالاستقرار المادي، وخصوصاً أن الفن التشكيلي لا ينال حقه بالشكل المناسب في بلدنا، وهذا بسبب حاجة الناس هنا للأمور الحياتية التي تعتبر لديهم أهم من شراء لوحة، وكله بسبب الوضع السياسي والاقتصادي.
آراب أيدول
والفنانة رشا أبو زايد أبدعت أثناء عرض برنامج «آراب أيدول» في رسم لوحة ضمت لجنة التحكيم ومحمد عساف، وذلك ضمن الحملة التي كانت تقوم بها غزة بكل فئاتها لدعمه، ولاقت هذه اللوحة إعجاب الجمهور.
أحلام وطموحات
تسرح رشا وتقول: «طموحاتي كثيرة، وكبيرة، ولا تنتهي، منها ما تحقق، ومنها ما أنتظر تحقيقه، وما أتمناه هو استمراري في إقامة المعارض الكبيرة والمهمة في العالم، وأتمنى أن أتنقل في جميع أنحاء أوروبا بلوحاتي وأعمالي، من أمنياتي أن أزور بيروت، وفرنسا (باريس عاصمة الفن) وباقي دول أوروبا، وأخيراً أتمنى أن أنصب وزيرة الثقافة لبلدي، أو سفيرة للفن التشكيلي في فلسطين».