فن النسج التقليدي وكيفية إدخاله على الأزياء مع اماني الوزير
الحضارة الإنسانيّة هي ما خلّفه أجدادنا من علم وأدب وتقاليد، منها الملبس، حيث تمثّل الأزياء دوماً الحقبة الزمنيّة التي خرجت منها. وما الموضة إلا انعكاسٌ لكلّ التفاصيل والأفكار الحياتيّة التي يمرّ بها الإنسان في زمنٍ معيّن.
تقول: “إنّ تراثنا هو خيط يربط إرث آبائنا بعبق مستقبل أبنائنا، فيدفعنا الحنين والتعلّق بالماضي إلى إعادة إحياء المهن التقليدية التي كانت معروفة قديماً. وتملك المملكة العربية السعودية تراثاً وطنياً طويلاً من العراقة والحضارة العربية القديمة، حيث يتمركز عدد من الصناعات والمهن الحرفية التي ما زالت تقدّم فنّاً مستقلّاً بذاته. فمن أهمّ الحرف اليدويّة التي اشتهر بها أهل البادية حرفة السدو. وتعتمد هذه الحرفة على مواد وأدوات معيّنة، منها وبر الإبل وصوف الماعز والأغنام، إضافةً إلى المغزل والمخيط والأوتاد الخشبية. وعلى الرغم من أنّ هذه الحرفة كان يمارسها الرجال والنساء على حدٍّ سواء، إلا أنّ النساء أشدّ إتقاناً وبراعة في هذه الحرفة من الرجال، وهي حرفة وصناعة أصيلة بكلّ ما للإصالة من معنىً”.
تضيف: “تتنوّع مصادر النسيج وفقاً لاستخداماتها، وتشير المصادر التاريخية إلى تمركز صناعة النسيج في المنطقة الشرقية منذ القدم، ومن أشهر المنتجات النسيجية هي البشت وبيوت الشعر والمفارش والأغطية والجوارب. وتُعتبر مدينة الإحساء في المنطقة الشرقية الموطن الأساسي لصناعة البشت في السعودية، ومن أشهرها وأجود أنواعها البشت الحساوي”.
وعن تواصل دور الحرف التقليدية مع مصمّمي الأزياء، تقول أماني الوزير: “لدينا في مركز سليسلة لتطوير التراث السعودي تواصلٌ مباشر مع العديد من المصمّمات السعوديات، إذ نعمل معاً لوضع خطوط إنتاج جديدة بنفس رؤية وأهداف المركز، كما في آخر مجموعة أطلقناها باسم مجموعة “العقال”، وذلك لأنّ مركز سليسلة يتميّز بالتصاميم الإنتاجية الحرفية والمبتكرة. كما تتميّز الأعمال اليدوية بجودة عالية بفضل كفاءة البرامج التدريبيّة. وقد تمّ تصميم العديد من الأزياء المطوّرة من النسيج الخاصّ بكلّ منطقة من مناطق المملكة وبأسلوب عصريّ مطوَّر، وقدّمناها في عروض الأزياء داخل السعوديّة وخارجها”.
إقرئي أيضاً:
المصممة سجى اليوسف: المصمم المبدع يستلهم من كل شيء
المصممة ندى غزال: أختار بعناية الأقمشة وبصمتي في التطريز اليدوي البسيط
سمر القصيبي تروي شغف أجيال في صناعة المجوهرات
