فيزيائي فلكي ربما تكون المادة المظلمة هي مجرد كائنات فضائية!
وَضعَ فيزيائي فَلكي فكرة مُثيرة للإهتمام في الإسبوع الماضي: ماذا لَو كانت الحَضارات الفَضائية مُتقدمة كِفاية لِدرجة إننا رُبما خَلطنا بينَ وجودها وَبينَ قَوانين الفيزياء؟
بِعبارةٍ أخرىٰ ما نَعتقد إنهُ تأثير قوة غامِضة مِثلَ الطاقة المُظلمة وَالمادة المُظلمة قَد يَكون تأثير ذكاء فَضائي وَرُبما الفَضائيون أنفسهم.
لِنَكُن صَريحين، هَذا المَوضوع بِدون أدلة وَهوَ لَيسَ فَرضية يُمكن إختبارها وَلا أحد أقترح سابقاً إنَ الفَضائيين يَلعبونَ دَور الجاذبية في المادة المُظلمة.
لَكن ما أقترحهُ المُخرج في علم الأحياء الفَلكي مِن جامعة كولومبيا كالب سكارف ( Caleb Scharf ) بِأنَ مِنَ المُمكن لِحَضارة فَضائية أن تَتطور كِفاية لِتُصبح غَيرَ قابلة للتفريق عَن الظواهر الفيزيائية الكَونية، وَهُناك بعضَ الظواهر الكَونية التي يُمكن تَفسيرها بِهذهِ الطريقة، أو عَلىٰ الأقل وَلِغرابتها فَإننا لَم نَستبعد تَماماً هَذهِ الإحتمالية.
قَبل أن تَخرج من المقالة وَتَصف النَظرية بِالجنون يَجب أن تَعلم إن هَذهِ الفكرة ما هيَ إلا إمتداد وَتَوسع لِفكرة كاتب الخيال العلمي ”أرثر كلارك“ التي يقول بِأنَ حَضارة فَضائية مُتقدمة بِشكل كافي لن يُمكننا تَمييزها عَن السحر، كلارك كانَ كاتباً لَذا يَجب أخذ هَذا بِعين الإعتبار، لَكن عِندما تَتخيل شَخصاً مِنَ القَرن الحادي وَالعشرين يَعود بِالزمن إلىٰ العَصر الحَجري حاملاً جِهازهُ الأيفون مُتصلاً بِالإنترنت معَ جهاز لَوحي حَديث، فَهوَ لَن يَبدوا مألوفاً في ذلكَ العَصر ( لو كُنت تَحيا في ذلكَ العَصر ألم تَكن لِتَصف القادم مِنَ المُستقبل بِالساحر أو الآله! ) حَتىٰ الكَهرباء كانت تَبدوا كَالسحر أول إكتشافها.
لَكن سكارف يُصعب الأمر قَليلاً مُتسائلاً ”ماذا لو تَطورت الحَضارات الغَريبة بِشكل عالي لِدرجة إنها لَن تَبدو كَالسحر فَقط، بل تَبدو كَالفيزياء؟ بَعدَ كُل شَيء لو كانَ الكَون يَحوي حياةً أخرىٰ فَلو إن هَذهِ الحَياة تَطورت بِشكل يَتجاوز تَعقيدنا وَتَقنيتنا، لَيسَ مِنَ الغَريب إلا أن نَستبعد أكثر الإحتمالات غَرابة“.
سكارف لَيسَ أول مِن يَقترح إن عَلينا أن نَبحث عَن الفَضائيون بِشكل يَتخطىٰ أفكارنا عَن الحَياة العادية. بَينما تَرتكز الحَياة الأرضية عَلىٰ الكاربون، يَتصارع البيولوجيون الفلكيون لِعقود حَولَ إمكانية وجود حَياة – لَيسَت كما نَتصورها – في الفَضاء تَرتكز عَلىٰ عَناصر أخرىٰ، وَلِنقل الميثان بَديلاً عَن الكاربون.
وَرُبما تَطورت الحَياة الخارجية لِدرجة إنهم أستبدلوا أجسامهم الفانية بِشيء أخر، بِتقنية غَير قابلة للرصد. وَهُناك فَريق مِنَ العُلماء مُقتنعون بِأننا نَعيش في مُحاكاة فَضائية، كُل هَذهِ الفَرضيات قَد تَبدوا سَخيفة نَوعاً ما، لَكنها رُبما تُفسر أكبر مُعضلات القَرن الحادي وَالعشرين المَعروفة بِمُفارقة فيرمي: أينَ جَميع الفضائيين؟
ما علاقة كل هذا بقوانين الفيزياء؟
كَما بينَ سكارف، لَو كُنا سَنَعتَرف بِإحتمالية كَون الفَضائيون لَيسوا بِالشكل وَلا التقنية التي نَتصورها، وَرُبما يَكونوا أكثر تَقدماً مِما يُمكننا فهمه عِندها يَجب أخذ إحتمالية كَونهم وَراء أكثر الظواهر غَرابة في الكَون بِعين الإعتبار. المادة المُظلمة عَلىٰ سَبيل المِثال. كُل المادة المَوجودة في الكون مِن نُجوم وَكَواكب وَغازات كَونية لا تَستطيع تَفسير كمية الجاذبية التي تُمسك مَجرتنا لِذا أتىٰ العُلماء بِمفهوم المادة المُظلمة – نوع غامض مِن المادة لا يَتفاعل معَ الإشعاعات الكهرومُغناطيسية – لِيفسروا هَذا التَضارب. كانَ يُعتقد إن المادة المُظلمة تَكون ما يُقارب 27% مِن كُتلة الكَون المَعروف، لَكن هُناك تَضارب في قياساتنا لِهذهِ الظاهرة وَلا نَزال بَعيدين عَن إيجاد طَريقة لِتَفسيرها بِشكل جَيد وفق قوانين الفيزياء الحالية. لَكن ماذا لو كان ما نَعتبرهُ مادة مُظلمة هوَ في الحَقيقة حَضارة فَضائية مُتقدمة، تَعلمت تَشفير نَفسها إلىٰ هَذهِ الحالة الغَريبة مِن جُزيئات دون ذرية التي هيَ أساساً غيرَ مَرئية لِباقي الكون؟
سكارف يَكتب ”ما الطريقة الأفضل مِن تَبني هَيئة مَنيعة لِلإشعاعات الكهرومغناطيسية، للهروب مِن شَرارات السوبرنوفا الحارقة وَمِن أشعة كاما المُميتة؟ رُبما يَكون عَدم تَطابق نَماذج وَأرصاد الباحثين لَيسَ فَقط دليل عَلىٰ تَفاعل المادة المُظلمة معَ بَعضها داخلياً لَكن قَد يَتعدىٰ ذَلك إلىٰ إعتبارهِ دليلاً عَلىٰ كَون الأخير يَتم التلاعب بِها عَن قَصد“.
وَإذا لَم يَكن هَذا صادماً بِما فيهِ الكفاية، فَإنَ أفكار سكارف حَولَ الطاقة المُظلمة تُصبح أكثر غرابة – الطاقة المظلمة هيَ قوة إفتراضية مَسؤولة عَن تَسريع تَوسع الكَون – لَكن الكون لَم يَبدأ بالتوسع بِتعجيل مُتسارع حَتىٰ قَبل 5 مِليارات سَنة، وَالباحثون لا يَعلمون السَبب. وَيَقترح سكارف إنَ الطاقة المُظلمة رُبما إخترعت بِفعل فَضائيون ذو حَضارة مُتقدمة لِتَجنب أن يُصبح الكَون المُزدحم أكثر حَرارة عَن طريق فَصل المَجرات عَن بعضها أكثر.
وَكَتب سكارف ”إي حَضارة مُبكرة في الكون قَد تَكون إختبرت 8 مليارات سنة من زَمن ثوري حَتىٰ بدأ الكون بِالتوسع أسرع. وَإن تَوسعنا في التَفكير بِهذهِ الطريقة فَرُبما هُناك شَيء عَن الحياة نَفسها هوَ ما يؤثر عَلىٰ الكون، أو رُبما كانَ هؤلاء السكان الذين تَطوروا بِشكل جَيد قاموا بِالعبث بِالتَوسع الكَوني“.
لا شَيء مِن هَذهِ الأفكار تَم مُراجعتهُ بِدقة، وَهوَ رأي فيزيائي فَلكي يَتخطىٰ الحَدود المَسموح بها نَظرياً، لَكن بَينما لا نَستطيع إختبار أي مِن هَذهِ الأفكار بعد فَإننا لا نَستطيع حَقاً إهمالها، الحَقيقة إن هُناك الكَثير عَن الفيزياء لا نَزال لا نَفهمهُ.
حَسناً، نَعم مِن غَير المُحتمل أن يَكون تَفسير الظواهر الكونية الغَريبة هوَ وجود الفَضائيين، لَكن عَلىٰ الأقل يَجب أن يَكون العُلماء مُنفتحين عَلىٰ إحتمالية وجود قوىٰ أخرىٰ في الساحة قد لا نَستطيع حَتىٰ تَصورها.