رافضاً تركه للمنطقة، انتقل فان غوخ إلى قرية مجاورة تدعى كيوسميس، وبقى هناك بفقر كبير.
في السنة التالية كافح فينسنت من أجل العيش، ورغم أنه لم يكن قادراً على مساعدة سكان القرية بأي صفة رسمية كرجل ديني، اختار بأن يبقى أحد أعضاء جاليتهم على الرغم من ذلك. في أحد الأيام شعر فينسنت بالاضطرار إلى زيارة بيت جولز بريتون، وهو رسام فرنسي كان يحترمه كثيراً، وتطلب ذلك مشي لسبعين كيلومتراً إلى كوريير بفرنسا، مع أنه لم يكن في جيبه سوى 10 فرنكات.
لكن فينسنت كان خجولاً جداً لأن يدق الباب عند وصوله، فعاد إلى كيوسميس فاقداً الثقة بشكل كبير.
في ذلك الوقت اختار فينسنت فان غوخ مهنته اللاحقة بأن يكون فناناً.
بدايته كفنان
في خريف العام 1880، وبعد أكثر من عام من العيش بفقر في بوريناج، توجه فينسنت إلى بروكسل لبدء دراساته الفنية.
تشجع فينسنت على بدء هذه الدراسات نتيجة للعون المالي من أخيه ثيو.
كان فينسنت وثيو قريبين من بعضهما البعض على الدوام في طفولتهما وفي أغلب حياتهما التالية، حيث بقيا يراسلان بعضهما البعض باستمرار.
عدد هذه الرسائل أكثر من 700، وهي تشكل أغلب معرفتنا بتصورات فان غوخ حول حياته الخاصة وحول أعماله.
قدم فينسنت طلباً للدراسة في مدرسة الفنون الجميلة في بروكسل لمدة قصيرة.
بعد ذلك واصل فينسنت دروس الرسم لوحده بأخذ الأمثلة من بعض الكتب مثل لجوان فرانسوا ميلي لتشارلز بارغ.
في فصل الصيف عاش فينسنت مع أبويه مرة أخرى في إتين، وخلال تلك الفترة قابل ابنة عمه كورنيليا أدريانا فوس ستريكير (تسمى “كي”).
أصبحت كي (1846 – 1918) أرملة مؤخراً وكانت تربي ابنها الصغير لوحدها.