في الإمارات.. أول مخيم صيفي للفضاء من ناسا
في بادرة جديدة لتأهيل جيل الغد والتعامل مع علوم المستقبل، والبحث عن العقول الفذة، تستضيف الإمارات أول مخيم صيفي للطلاب لعلوم الفضاء وصناعة الصواريخ بقيادة مجموعة من خبراء ناسا الذين يمتلكون خبرة واسعة في الفضاء من أمريكا الشمالية وأوروبا.
ونجح المخيم، الذي تشرف على فعالياته كافة، وكالة الإمارات للفضاء وشركة كومباس إنترناشونال، في جذب عشرات من الأطفال المواطنين والمقيمين الذين تراوحت أعمارهم مابين التاسعة والسابعة عشرة، ليخوضوا تجربة مميزة في عالم الفضاء، والتقرب من الحياة على سطح القمر والكواكب، والتعرف على أبرز الرحلات الفضائية والتعرف على أسرارها الخفية، وإتاحة الفرص لهم لتذوق الطعام الحقيقي الذي يتناوله رواد الفضاء.
وعن تفاصيل المخيم، تقول ليسي دونالد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لكومباس إنترناشونال، إنه تم تخصيص 40 يوماً خلال الإجازة الصيفية، لعقد المخيم بقاعة فندق لابيتا دبي باركس أند رسرورتس خلال أيام الأسبوع كلها، بحيث يفتح المخيم أبوابه لاستقبال الطلاب من العاشرة صباحاً وحتى الرابعة عصراً، والتي تعتبر التجربة الأولى من نوعها التي تقدم لطلاب الإمارات فرصاً للتعرف على علوم الفضاء وأسراره عن قرب، على أيدي أبرز علماء ناسا (الوكالة الرائدة في الفضاء في العالم)، وإتاحة الفرصة لهم لبناء نموذج صاروخ حقيقي، ونجح المخيم أن يصبح منصة مثالية للتواصل مع الطلاب، خصوصاً أن النشاطات التي نقدمها تفاعلية ومبسطة، تقربهم من علوم الفضاء وتقنياته، ومنذ الأيام الأولى لانطلاقه التمس المحاضرون شغف الطلاب بالفضاء، واهتمامهم بنهل معلومات إضافية.
تكمل.. اعتمادنا خلال البرنامج الذي تم استخدامه في المخيم على المناهج الفضائية لناسا والإمارات والمشاريع الفضائية وتدريبات رواد الفضاء، كما حاولنا أن ننقل الطلاب إلى الحياة والعمل في الفضاء بشكل عملي، من خلال إتاحة الفرصة لهم بتناول الطعام الحقيقي لرواد الفضاء، بالإضافة إلى مجموعة من الفعاليات التفاعلية التي أهمها فعالية «التحدي الفوري»؛ حيث استكشاف المريخ والحياة عليه، وتعرف الطلبة إلى أهميته، ونجحوا في أن يتمكنوا بأنفسهم من استخلاص الخصائص المتشابهة والمختلفة بين كوكبي الأرض والمريخ، وكيف يوظف العلماء نظرياتهم واستنتاجاتهم عند استكشاف كواكب أخرى مشابهة للأرض.
وحول أهداف المخيم يعبر الدكتور محمد الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء عن سعادته باستضافة الإمارات أول مخيم صيفي لصناعة الصواريخ قائلاً.. هدفنا الهام الجيل الصاعد بأهمية علوم الفضاء، وتزويد طلابنا بالفرص اللازمة للحصول على وظائف مجزية في قطاعات وصناعات الفضاء، وهذا ما تم توفيره في معسكر أكاديمية الفضاء والصواريخ للطلاب، من خلال إتاحة الفرصة لهم للحصول على برنامج تعليمي بمستوى عالمي في مجال الفضاء بطريقة مشوقة وتفاعلية على أيدي أمهر الخبراء في وكالة ناسا، والكفاءات المهنية التي قادت الفضاء العالمي.
ويضيف أن المخيم أتاح للطلاب تجربة فريدة للتعامل المباشر مع علماء وكالة ناسا الذين لم يبخلوا بالنصيحة والتوجيه للطلاب الصغار المهتمين بمجالات العمل المستقبلية في قطاع الهندسة والفضاء، وتدريبهم على طرق التفكير العلمي، ومهارات الإبداع والابتكار، لافتاً إلى استضافة المخيم للدكتور جيم رايس أحد أهم العلماء العالميين الذين شاركوا في مهمات استكشاف كوكب المريخ التي أطلقتها وكالة ناسا لعلوم الفضاء كمهمة مارس باثفيندر، ومسبار المريخ القطبي ومارس أوديسي والمريخ الجوال ساهم في إلهام الطلاب وإمدادهم بخبرات عديدة عبر جلساته التشجيعية والتفاعليه التي لاقت قبول الطلاب، وزادت من شغفهم لاكتشاف هذا العالم المليء بالأسرار؛ حيث إن كثيرين منهم عزموا على أن يكون الفلك مجال تخصصهم الجامعي.