في المستشفي3من اصل8
«لماذا لا يمر أحد علي هذه الغرفة؟ أم أنهم لا يمرون إطلاقاً علي جميع الغُرف، أصبحت أشعر بشئ مُريب هُنا! هل يسعفون المريض في بداية الأمر فقط زبعدها يتركونه بمفرده؟»
بعد دقائق سمع صوت أقدام تقترب من باب غرفته. . ظن أنهم الأطباء أخيراً جاءوا لمُساعدته والاطمئنان علي حاله لكنه فوجئ بشيء غير ذلك. . رأي أمام عينيه مريم التي أنقذها في موقف السيارات، نظر لها وهو يبتسم وقال:
– كان لازم أعرف إن ما حدٍّش ممكن يجي لي غيرك. . لما سمعت صوت حد بَرَّه كنت فاكر الدكتور جه أخيراً يتطمن علي. . بس واضح إني لازم أتعلم أول درس هنا «ماحدش بيحس بحد».
– أنا جيت أتطمن عليك وأحاول أعرفلك أي رقم قرايب أو أصحاب. . حاولت أعمل كدة إمبارح بس ماكانش معاك للأسف ولا بطاقة ولا محفظة ولا حتي موبايل. . إنت إزاي ماشي من غير بطاقة؟
نظر لها ولم يعرف كيف يُجيب عليها ولكنه استجمع أفكاره قليلاً وقال:
– أظن إنهم راحوا في خناقة الموقف.
سألته:
– طب مش فاكر تليفون أي حد من قرايبك نكلمه؟
نظر إليها وبداخله حسرة كبيرة على حاله وعلى ما وصل إليه لأنه لا يستطيع أن يخبرها مَن هو. . أو مِن أين أتى لهذا الكوكب. . ثم قال في سره: «لابُد أن أتعامل مع الموقف؛ بتلقائية حتي لا تشعر بشيء غريب ويُكشف أمري». . ثم أخبرها بأن أقربائه يعيشون بعيداً خارج البلاد. . فسألته:
– يعني عايش لوحدك. . لا قرايب ولا حتي أصحاب؟
– آه. . أنا أصلاً لسة ناقل هنا من يومين. . كنت عايش بَرَّه. . ومش فاكر حاجة غير إن اسمك مريم، وإن حد ضربني علي راسي. . مين اللي جابني هنا بعد كدة؟
– أنا طبعاً. . واحد ابن حلال من السواقين ساعدني وجبناك علي هنا عشان يسعفوك، بس الحمدلله إنت دلوقتي أحسن كتير عن إمبارح،