في معرضين لـمحمد منصور ورانيا رجب … الطبيعة وتنويعاتها بين الخزف والتصوير الزيتي

في معرضين لمحمد منصور ورانيا رجب … الطبيعة وتنويعاتها بين الخزف والتصوير الزيتي

في معرضين لمحمد منصور ورانيا رجب … الطبيعة وتنويعاتها بين الخزف والتصوير الزيتي

القاهرة «القدس العربي» محمد عبد الرحيم: لا يخلو عمل فني من بطل يتصدر المشهد، ويصبح هو مدار العمل، بحيث تصبح باقي مفرداته تدور في فلك هذا البطل، أو العنصر المسيطر الذي من خلاله نستطيع فك شفرات العناصر الأخرى.
والعمل التشكيلي ما هو إلا لقطة مُركّزة، ولحظة مشغولة بالتفاصيل، ولعل البيئة والطبيعة تعد البطل الرئيس الذي وحد بين معرضين مختلفين .. أولهما معرض تصوير زيتي للفنان «محمد منصور» والمُقام حالياً بقاعة «الأرض» ب «ساقية الصاوي»، والآخر معرض لأعمال الخزف للفنانة «رانيا رجب» والمُقام حالياً بقاعة «راتب صديق» ب «أتيليه القاهرة».
فالبيئة التي يستعرضها المعرضان على اختلافهما هي التي تتصدر أعمالهما، سواء البيئة البحرية وحياة السواحل، كما في أعمال محمد منصور الكلاسيكية، التي لا تخلو من مِسحة تجريدية، أو تنوع البيئات وتضافرها في عمل واحد وفي شكل فوق واقعي، كما في أعمال رانيا رجب.
لوحة وإحساس فنان
تحت هذا العنوان الرومانتيكي يأتي معرض الفنان «محمد منصور»، الذي يستعرض في أغلب اللوحات حياة البحر ومفرداته، من مراكب وشِباك الصيد، وعوالم الصيادين، بحيث يصبح العنصر البشري في اللوحة ما هو إلا تجسيداً لحالة هذه البيئة، فلم يكن إلا أحد مفرداتها، لتصبح الخلفيات وألوانها التي تميل لزرقة البحر هي المُسيطرة على جزء كبير من تكوين اللوحة، حتى وإن تصدر العنصر البشري مقدمة اللوحة، إلا أن تفاصيل الخلفية توازن هذا الثقل في التكوين.
فهناك المراكب والصواري والشِباك، ومساحة شاسعة للبحر وعالمه، وفي الأخير تظهر المدينة ومبانيها شبه المختفية. وأهم ما يميز هذه الأعمال ويُبعدها عن التابلوهات التقليدية كعمل مستوحى من الطبيعة هو ضربات الفرشاة الحادة، واللطشات اللونية الحيّة، التي توحي بالحياة، فالأمر أقرب لتجربة الفنان الخاصة وإحساسه اللوني، إضافة إلى تكنيك احترافي راق.
الأمر الآخر هو مدى واقعية اللوحات بجانب مِسحة تجريدية خاصة في حالة الشخوص، وهو ما يؤكد الدور الأساسي للبيئة التي أراد الفنان استعراضها وسيطرتها التامة على أفرادها وتشكيل إيقاعهم الحياتي، وفق إيقاعها الخاص.
خزفيات بين الواقع والخيال
وتأتي تجربة الفنانة «رانيا رجب» لتضفر البيئات المختلفة في العمل الفني الواحد، عبر مخلوقات وكائنات تنتمي لهذه البيئة أو تلك، لذا لم تجد عنواناً يضم أعمالها سوى (خزفيات بين الواقع والخيال) فالأعمال في معظمها تأتي دمجاً للبيئات المتباينة في تعبير فوق واقعي، من وجه إنساني يتخذ شكل حيوان خرافي، ومزج ما بين الأسماك والطيور في عمل واحد، إضافة إلى الدمج بين البيئة الصحراوية والبحرية في عمل آخر. من ناحية أخرى نجد حيوانات تنتمي لعوالم مختلفة كالحصان وتجسيد حركته في حِرفية متميزة، والبومة وتفاصيلها الدقيقة. هناك لمسة ابتكارية في هذه الأعمال، خاصة وأن التشكيل الطيني المُستخدم لم يحد من خيال الفنانة، بل تحايلت على الكتلة الطينية بخيالها، وألوانها التي توحي بتداخل مثل هذه التكوينات الجديدة التي لا تنتمي إلى عوالم حقيقية في أغلبها.

m2pack.biz