فُرشاة الضحكِ
(1)سألبسني بالمقلوب حتى لا يبتل ظلي من هذه الجدران الرطبة…
إنها تَمضغ العُشب وفتات الخُبز الناشف…
صوت ضميري مثل صوت بابور الكاز ….
ورائحتي تفوح من تحت إبطي التعب…
يا لهذا القمر …
كأنها قَرط كبير في أذن نجمة صغيرة….
وتلك الخيام البعيدة تلد الصغار على ولائم الذئاب…
والصمت…
هو ذات الصمت المسروق عن لساني …
واللصوص …
صمٌ ..
بكمٌ…
عميٌ…
ومفتاح المغارة مدفون في قلب السِر…
وهذا الضِرس المكسور يصيب ضحكتي بالحزن…
الحزن أخف من الألم…
الألم أخف الحُزن…
كلاهما لا يذوب في الدموع مثل الملح خاصةً عندما يكون عَطش الماء شديدا…
الماء نصفنا…
لكن أين وجه الشبه…؟
أرواحنا تتكثف في السماء على شكل غيوم ثم نسقط مطراً…
علينا أن نُعيد ما استلفناه من التراب إلى باطن الأرض…..!
(2)
سأذهبُ حيث لا أعود و أضيع في النسيان حتى تَذكريني…
سأذهب حيث أعلم أنكِ لن تأتي …
وأمارس فَن العقل كي يشفى جُنوني….
(3)
قُلت : ستغتالني أول فراشة على غلاف مجلتكِ الجميلة…
قُلت : سأصفف شَعركِ الطويل وأشاهدُ صوركِ في المرآة المُشفرة…
قلتُ : سأجلس صامتاً في هدأة الضجيج وأبتسم…
قلتُ : أنا نسيتُ أين مفتاح الحلم….
(4)
كانت تَدلف القَطر المُلوث بالخوف وبالصدأ في رحمة عَتمة تَطمر فيها
الحكايات رؤوسها تحت وهم الممكن ووهم المستحيل …
و الحُب بِضع لحظات في كَف شهوة مَريرة…
وكانت الريح …
تنكث / تَغزل الهُدوء حتى يُفرط الضجيج في التهام الهمس /
والصراخ وكلمات صمّت آذان الجدار…
سلسلتان…
)حوش(…
وبراميل سوداء تبدو كأسنان لجوءٍ نخرتها الوسوسات …
هناك ..
قَلبت …
ثوبها القَصير …
الطويل …
حتى لا يُلامس وجه التراب الغَريب…
هناك..
قصت شعرها وباعت للفقر أخر فرحة وأول ضفيرة…
المنام أقصر/ أضيق من أن نحلم…
والأمنيات المُعلبة خالية من الوطن …
الضوء يَعتصر الفتيل …
في مسامات الزجاج المغلقة …
زقاق يعصب الضياع الكَفيف على عينيه …
ويلهو بالكذب الكهربائي المُتحرك….
سلسلتان ..
وبصمات جينات وراثية مطموسة …
جَف ريق الحِبر …
و سكتت الكلمات عن كلمتها الأخيرة….
(5)
(أندفُ)..الزهر مثل الياسمين كأنني سحابة من عطر تجوب الكون بحثاً عن امرأة تشبهُ الصحراء في الجفاف وفي
الكلأ …
أندبُ حظي المسكين مثل عاشق كرهتهُ الأطلال من الوقوف عليها و من الظمأ….
(6)
يُحكي أن زُرقة البحر مُشتقة من عينيكِ و يُحكي أنني أنا الصياد و أحلامي مثل اللآلئ في قلب الصَدف…ويُحكى
أنكِ أنتِ أسطورة الجمال وأنكِ آلهة الصُدف..
(7)
مات في الحُلم بعد أن دفنوه في الحقيقة…
حَلّقت به القمة حتى السقوط في بِرك الدمع الساخن / الراكد على الشظايا الألم…
غيبوبة تَفرج فيها العَقل على جَسد الفراغ العاري أمام احتمالات النهوض…
آه يا صديقي المُسافر من الفُراق إلى الفراق…
آه يا صديقي المُسافر بلا وداعٍ أو عِناق…
أصابعكَ بين أصابع الوداع…
وقلبي…
في قَبضة الحزن العَتيق…
أصابعكَ بين أصابع الوداع …
هوى في شَجن عميق…
فلتقرأ غُربتك الرَمل مُت بغربتكَ غَريق….
منْ رَبكَ..؟
أجل أجب…
وقل لهم عن الخيام..
ما دينكَ…؟
أجل أجب وقل لهم عن اللئام…
من نَبيكَ…
قل لهم …
وقل لهم
أبغي السلام….