قابلية الحركة :
هناك تعقيد آخر يعمل ضد مصلحة أي قياس محدد للمعارف باعتبارها مورداً لا مثيل له هو
شخصيتها غير الهرمية الوظيفية . كتب درگر في تعليقه على سمة التساوي هذه: « لايمكن
وضع معرفة في مرتبة تسمو فوق أخرى ، فالحكم على كل منها يتم من خلال مساهمتها في
الوظيفة المشتركة وليس من خلال سمو أو تدن ذاتيين » . لم يفترض فريدريك تايلر
Fredrick Taylor في تحليله لإنتاجية العامل اليدوي عدم وجود عامل متوسط ومعدل
وسطي للعمل اليومي ، بل افترض وجود طريقة واحدة صحيحة لأداء الأشياء . رفض درگر
هذه المعايير في مقايسات عمل المعارف ، « فعلى الرغم من إمكانية وجود ( طريقة فضلي
واحدة ) ، … إلا أنها مثقلة بشرط الفردية ولا يمكن تحديدها من خلال صفات مادية للعمل أو
حتى فكرية » . ليس هناك معني للقياسات التقليدية للتكاليف والأداء في واقعية العالم ما بعد
الصناعي . لا توجد معايير في تقييم أداء عمال المعارف كما يرى درگر ، فقد تم استبدال
وسائل القياس بالحكم ، و « هناك فرق بين الحكم وبين القياس ، إذ يمكن لكل من يملك مسطرة
أن يقيس طول سوزي ، باستثناء القائمين بالأبحاث في العمليات فهم سيستخدمون مقايسات
هندسية بزيادة أو إنقاص عشرين بالمائة . الحكم فعال فقط عندما يمارس من قبل أشخاص
لديهم معرفة . والقياس لا يحتاج إلا لعصا قياس » .