قراءة في رواية ظل الريح
كارلوس ثافون
أديبٌ وروائيّ إسباني شهير، كارلوس رويث ثافون ولدَ في برشلونة عام 1964م، بدأ مسيرتَه الأدبيّة في عام 1993م عندما كتبَ أولى رواياتِه للناشئين بعنوان أمير الضباب التي حازت على جائزة Edebé الأدبيّة لروايات الناشئين والأطفال، وألَّف بعدها عدَّة روايات من النوع نفسه وهي: رواية قصر منتصف الليل عام 1994م، رواية أضواء سبتمبر عام 1995م، رواية مارينا عام 1999م، ومنذُ عام 2001م انتقل لكتابة روايات الكبار وأطلق رباعية بعنوان مقبرة الكتب المنسية وأصدر منها حتى الآن ثلاثة أجزاء: ظل الريح، لعبة الملاك، سجين الجنة، وهذا المقال سيدور حول قراءة في رواية ظل الريح وبعض الاقتباسات منها.[١]
قراءة في رواية ظل الريح
لم يحقّق كارلوس ثافون شهرته الكبيرة إلا بعد أن أصدر رواية ظل الريح عام 2001م، حيثُ حقّقت مبيعات عالية جدًّا، فقد بيعَ منها ملايين النسخ حول العالم، وفي بريطانيا وحدَها تمَّ بيع أكثر من مليون نسخة، وتُرجمت الرواية إلى أكثر من 40 لغة من لغات العالم.
تدور أحداث رواية ظل الريح في إسبانيا في خمسينيّات القرن العشرين، وتتناولُ قصة طفل يأخذُه والده إلى مكان قديم يطلَق عليه اسم مقبرة الكتب المنسية، ويحذِّره من إفشاء هذا السرّ فيجب عليه ألّا يخبر أحدًا بوجود هذا المكان، ويخبر الطفل ابن العاشرة أنَّ هذه المقبرة مخصصة لحفظ جميع الكتب التي لا أحد يريدُ أن يقرأها فكانت من نصيب النسيان، فيرى فيها كتبًا في مواضيع شتى كالاقتصاد والسياسة وهي عناوين لا تثير إعجاب أحد.
فيجدُ الطفل كتابًا عبارة عن رواية بعنوان ظل الريح لكاتب غير معروف ولم يسمعُ باسمه أي شخص، فيحاول دانيال أن يأخذ الكتاب فيقول له والده أن الكتاب الذي يقعُ اختياره عليه يجب عليه أن يحتفظَ به إلى الأبد ولا يعيده إلى المقبرة فيقبلُ الطفل بذلك، فيحتفظ بالرواية ويقرأها ويغوصُ في عالمٍ آخر هو عالم الكاتب، ويبدأ بالبحث عن بقيّة رواياته كي يقرأها، وهنا تبدأ الحكايات بالتوالد من بعضها البعض، وتتقاطع الأحداث زمنيًّا بشكل يشدُّ القارئ أكثر وأكثر، وتنبثقُ حكايات أخرى بشخصيات مشابهة وأحداث مشابهة وهكذا، والرواية بذلك تشبهُ دمية الماتريوشكا وهي دمية من الخشب في التقاليد الروسيّة عبارة عن امرأة تَرتدي لباسًا ريفيًّا داخلها دمية بالشكل نفسه وأصغر منها، والأصغر تحتوي دمية أصغر وهكذا، وكذلك الرواية تنفتح على عوالم ضمن عوالم وحكايات ضمن حكايات إلى نهاية الرواية.
تحدّثَ ثافون في رواية ظل الريح عن البشر بمختلف أنواعهم وأطباعهم، من حيثُ أنّهم المحرك الأساسيّ لأحداث القصة، والعمق الإنساني فيهم هو ما يصنع دراما الرواية ذاتها، وبالرغم من أنَّ كارلوس ثافون كتبَ رواية من النوع التشويقيّ وجعل لها خلفية درامية، غير أنه تطرَّق إلى الحديث عن الأوضاع المتردّية في تلك الحقية التي دارت فيها أحداث الرواية خلال الحرب الأهلية الإسبانية، فكتب رواية بالغة التعقيد ورائعة في الوقت ذاته. [٢]
اقتباسات من رواية ظل الريح
حصدَت رواية ظل الريح شهرة كبيرة وانتشرت في كثير من دول العالم فكان لها صدى كبير بين القراء، فلا بدَّ أن يتمَّ إدراج بعض الاقتباسات من الرواية بعد الحديث عن قراءة في رواية ظل الريح: [٣]
الآن وقد فقدتك، أشعرُ بأنني أضعتُ كلّ شي.
العاشق يلهثُ خلف من يعذبه.
إنَّنا موجودون طالما يذكرنا الآخرون.
القراءة تمنحني فرصة العيش بكثافة أكبر وإنني قادر على الإبصار بفضلها، هذا ما يفسِّر كيف غير حياتي كتاب اعتبره الآخرون بلا جدوى.
دخلت إلى المكتبة واستنشقتُ عبير الكتب المكون من السحر والأوراق واستغربتُ كيف لم يخطر في بال أحد حتى الآن أن يعبئه في زجاجة عطر!.