قرية القرنة

قرية القرنة
قرية القرنة

 

 

 

جاءت الفرصة الثانية عندما طلبت منه مصلحة الآثار عام 1946 أن يبني قرية كاملة غرب مدينة الأقصر لينتقل إليها أهالي “القرنة”.

وأحس المعماري أن هذه هي فرصته لإبراز أفكاره بشكل عملي يفحم كل معارضيه، فجمع العمال والبنائين وذهب إلى القرية القديمة وطاف بها بيتاً بيتاً، وقابل أهلها وأقطابها وشرح لهم مزايا الانتقال، وضرورة التخلي عن الحلم الموروث في الحصول على الكنوز الأثرية أسفل بيوتهم، واستطاع أن يقنع أغلبهم بل ويثير حماسهم (أو هكذا تصور).

وارتفعت أعمدة المباني العامة: المسجد، والمسرح، والسوق، ومعرض لمنتجات القرية، ومدرسة للبنين، وحظيرة المواشي الجماعية، وعدد من المرافق الأخرى، وحول منطقة المرافق تمت إقامة جزء من المباني السكنية.

لكن العقبات بدأت تظهر ليتعثر المشروع ثم يتوقف، وأعلن المعماري أنه لم يستطع إتمام مشروعه، واعترف بفشله الثاني، وامتنع أهالي القرنة عن النزول من الجبل لسكنى القرية الجديدة، وكانت الأوضاع السياسية قد تغيرت بعد 1952 فلم تجبرهم السلطات على الانتقال، كما أن الفلاحين في المنطقة رفضوا سكنى القرية بسبب الفصل بينهم وبين ماشيتهم. وظلت قرية القرنة الجديدة لأكثر من 30 عامأً (سيمفونية لم تتم) لأنها ظلت مهجورة، حتى أدى ضغط الانفجار السكاني إلى سكناها بعد تغيير بعض معالمها، وقد تم ترميم المسرح عام 1983.

 

m2pack.biz