قصة الأسد والثيران الثلاثة
كان هناك غابةٌ بعيدةٌ كثيفة الأشجار وذات مروجٍ واسعةٍ، ترعى فيها الحيوانات بسلام واطمئنان، وكان من بين الحيوانات التي ترعى بهذي المروج ثلاثة ثيران، ثورٌ أبيض وثورٌ أحمر وثورٌ أسود وكانوا يحبون بعضهم جدًا ويساندون بعضهم في الأزمات فلا يستطيع أحدٌ الاقتراب منهم، وكان في الغابة القريبة من المرج أسدٌ شرسٌ وصيادٌ محترف لا يصعب عليه أيّ حيوان، إلا تلك الثيران الثلاثة بتعاونها وتساندها، ولم يكن الأسد يهتم بتلك الثيران فقد كان الصيد وفير والحيوانات كثيرة.
وفي صيف حارّ أصاب الغابة قحط وجفاف فقلت الحيوانات، وبدأت قصة الأسد والثيران الثلاثة وطمعه باصطيادهم، ولكنه يعرف أنه لن يستطيع الانقضاض عليها أو صيدها مجتمعةً فهي قويةٌ ومتعاونة، ففكر كثيرًا بحيلةٍ يستطيع فيها أن يضعف قوة الثيران الثلاثة، وفي أحد الأيام ذهب للمرج ومرَّ الأسد والثيران الثلاثة تسرح في المرج براحة بالٍ وسعادة، اقترب الأسد منهم فاجتمع الثيران سويةً لأنهم شعروا بخطرٍ قد يحدق بهم، فقال لهم الأسد هونوا عليكم فأنا أطمع أن نصبح أصدقاء، فالأسد والثيران الثلاثة يمتازون بالقوة ويجب أن يكونوا أصدقاء، التفتت الثيران لبعضها البعض وكلٌ منهم في عينيه نظرة الاستغراب من تصرف الأسد، ولكنهم وافقوه الفكرة وأعجبوا فيها، فالأسد والثيران الثلاثة سيصبحون قوةٌ لا تهزم ومضت الأيام وهم سعداء مع صديقهم الأسد.
إلى أن جاء الأسد يومًا واستفرد بالثور الأحمر والأسود، وقال لهم أريد أن أخبركم بأمر، ألا ترون أن الثور الأبيض بلونه الناصع يكشف مخبأنا دائمًا ويعرضنا للمخاطر، أما نحن فألوانُنا متشابهة فسأله الثوران وما العمل قال لهما سأنقض على الثور الأبيض وعليكما أن تديرا ظهركما له ولا تقدما له يد المساعدة، وعندما أنتهي من اصطياده أناديكما لكي تأكلا حصتكما، وفعلًا اقترب الأسد والثيران الثلاثة في المرج لينقض على الثور الأبيض الذي صرخ مستجيرًا بصديقيه فلم يجيراه، مضت الأيام والحيلة التي فكر بها الأسد تسير كما خطط لها.
وبعد عدة أيام اقترب الأسد من الثور الأحمر فقال له ألا ترى معي أن صديقك الثور الأسود يختلف عنا باللون، وقد يعرضنا هذا للمخاطر ما رأيك أن نتخلص منه ونبقى أنا وأنت سويةً باللون نفسه، وافق الثور الأحمر على رأي الأسد بأن يدير ظهره للثور الأسود ولا يذهب لنجدته عند انقضاض الأسد عليه، وفعلًا تخلص الأسد من الثور الثاني وبقي الثور الأحمر.
في هذه الأثناء تذكر الثور قصة الصداقة التي لفقها الأسد بين الأسد والثيران الثلاثة وما آل إليه حالهم وبقي خائفًا مترقبًا من الأسد، وفي أحد الأيام جاء الأسد يريد افتراس الثور الأحمر، فقال له الثور الأحمر: دعني أقول شيئًا قبل أن تأكلني وأُنادي به ثلاثًا، ألا أني أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض، وذهبت قصة الأسد والثيران الثلاثة مثلًا يُضرب به عن مساوئ التفرقة.