قصة الثعلب المكار

قصة الثعلب المكار

قصة الثعلب المكار

في أحدِ الأيام، حدثتْ في الغابة قصّةٌ مثيرة، وهي قصة الثعلب المكار الذي كان يمشي بين أشجار الغابة ويركض فيها بحثًا عن الطعام، فشعرَ فجأةً بالعطش الشديد، فأخذَ الثعلب المكار يبحثُ عن نبعٍ أو بئر ماء كي يشرب منه، وأثناء مسيره في الغابة، وجد بئرًا مليئًا بالماء، فشعر بالفرح الكبير، وأخذ يقفز من شدة الفرحة، وأثناء قفزه سقط في البئر دون أن يشعر، واستقرّ الثعلب المكار في قعر البئر، فامتلأ بطنه بالماء كثيرًا، واحتار كيف سيخرج من هذا البئر العميق، فأخذَ الثعلب المكار يفكّرُ في طريقة للخروج من البئر، خصوصًا أنّ بطنه الذي امتلأ بالماء جعل حركتَه ثقيلة، فلن يستطيعَ التسلّق أو القفز للخروج من البئر.
بينَما كانَ الثعلب المكار في البئر، سمع صوت حيوان الماعز يقفُ عند البئر، وكان الماعزُ يشعر بالعطش ويريد أن يشربَ من ماء البئر، فعرف الثعلب المكار أنّ الفرصةَ قد أتَتْ إليه كي يستطيعَ الخروج من البئر، وبينما كان الماعز يقف عند البئر وينظرُ إليه كي يشرب، رأى الثعلب موجودًا فيه، فسأل الماعز الثعلب المكار: هل في البئر ماء؟، فأجاب الثعلب المكار بصوتٍ يملؤه المكر والخديعة: بالتأكيد، لكن لن تستطيعَ شرب الماء إلا إذا نزلت إلى قاع البئر؛ لأن الماء في الأسفل فقط، لذلك عليك أن تقفز إلى البئر وتشرب من الماء، مثلما فعلت أنا.
قفز الماعز المسكين إلى البئر مثلما طلب منه الثعلب المكار، وفي نفس اللحظة، قفز الثعلب المكار على ظهر حيوان الماعز، واستطاع الخروج من البئر بسرعة، فتعجب حيوان الماعز من فعل الثعلب المكار وقال له: انتظرني أيها الثعلب حتى أشرب من الماء، ثم ساعدني لأخرج من هذا البئر، فنظر إليه الثعلب المكار بخبث وقال له: لا أملك وقتًا كي أنتظرك، ولن أساعدك، ومشى الثعلب المكار بعيدًا، وترك حيوان الماعز في البئر.
في قصة الثعلب المكار الكثير من الدروس المستفادة التي يجب التنبه إليها، أوّلها: عدم سماع كلام الأشخاص الغرباء وتلبيتهم والوثوق بهم بسرعة، مثلما فعل الثعلب المكار مع الماعز، ومن الدروس المهمة أيضًا في قصة الثعلب المكار: يجب استخدام الذكاء في الخروج من المآزق، لكن دون التسبّب في إيذاء الآخرين مثلما فعل الثعلب مع الماعز، بل تكون المساعدة بالتعاون والتكافل، وخير دليلٍ على هذا ما حصل في قصة الثعلب المكار الذي استخدم ذكاءه وخبثه في الإيقاع بالماعز، ثمّ ترَكَه وذهبَ عنه بعيدًا ولم يفكّرْ في مصيره أبدًا.

m2pack.biz