قصة “الهريس” وطقوس الإفطار في الامارات
اتخذ أهل الإمارات من المناسبات الدينية مظهرًا اجتماعيًّا إيجابيًّا يدل على التماسك والتكافل الاجتماعي، وكان الموسرون من التجار يستعدّون لشهر رمضان في منتصف شهر شعبان؛ فيجلبون حب البُر الذي يصنع منه (الهريس) وهي الأكلة الرمضانية المفضلة في المجتمع الإماراتي ، فينقّى ثم يدق بالهاون الخشبيّ الكبير استعدادًا لطبخه يوميًّا في أفران أرضيّة خاصة.
إفطار دون دعوة
بدخول شهر رمضان المبارك تتغير الحياة العادية للناس، فقبل أن يؤذَّن للمغرب تفرش الشوارع أمام البيوت أو في ساحات المساجد، ويشارك الناس جميعهم في إحضار العديد من أصناف الأطعمة والحلويات، فيجتمع عليها رجال الحي، والغريب عن أهله، ومن انقطعت به السبل، وكلّ من يمر في ذلك الطريق، يثق تمامًا أنّه سيجد إفطاره دون دعوة، فالدعوة عامة ولا حرج.
تبادل الأطعمة
يستمر هذا الكرم والتآلف طوال شهر رمضان المبارك، وتعمر المساجد بالمصلين في صلاة التراويح، ويتسابق الأهالي المحيطين بالمسجد فيرسلون الأطعمة والمياه إلى المصلين، ومن العادات الرمضانية الأصيلة أيضا التي مازال أهل الإمارات محافظين عليها، تبادل وجبات الإفطار بين البيوت قبيل أذان المغرب، وخروج النساء لأداء صلاة التراويح في المساجد، واصطحاب الأهل أطفالهم لتعويدهم على الصلاة.
مجالس الذكر
كما أنه كانت ولازالت بعض البيوت الإماراتية تحرص على تنظيم مجالس ليلية للذكر طوال شهر رمضان المبارك، وتقام تلك المجالس عادة فوق أسطح المباني، ولم يقتصر هذا الأمر على مجالس الرجال وحدها، بل كانت بعض النساء يجتمعن لسماع تلاوة ورواية الحديث الشريف داخل بيوتهن.