قصة زعفران حمار الزرد
الزعفران هي مادة صفراء اللون، أمّا حمار الزرد فيُقصد به الحمار الوحشي، وقصة زعفران حمار الزرد هي قصة ذات مغزى وفائدة عظيمة، حيث يُروى أن قطيعًا من الحمير الوحشية كان يعيش في إفريقيا وكان يُهاجَم من الحيوانات المفترسة مثل الأسود والضباع والذئاب، وكانت الحمير الوحشية دائمة القلق والتوتّر؛ بسبب خوفها من مُهاجمة الحيوانات المُفترسة لها في أية لحظة، وكان بين هذه الحمير حمارًا يتمنّى أن يتخلّص من شعور الخوف، ويتمنّى أن يكون ذا هيبة في الغابة، تخاف منه الحيوانات وتهرب عندما تراه.
وفي يومٍ من الأيام كان حمار الزرد يسير وحيدًا، وفجأة شاهد أسدًا أمامه ظنّه في البداية نائمًا فكان يرتجف خوفًا منه ويقول: أرجوك لا تقترب منّي أنا مسكين، دعني أُكمل الطّريق، لكن الأسد لم يجبه وعندها اقترب حمار الزّرد من الأسد الذي له جلد بلون الزعفران وفحصه بقدمه ليتأكد من أنه ميت، وبالفعل كان الأسد ميتًا، عندها هدأ حمار الزرد، وخطرت على باله فكرة، وقال في نفسه: لماذا لا ألبس جلد الأسد وعندها سأحقّق حلمي وستخاف مني الحيوانات وسأصبح مُهابًا وصاحب كلمة في الغابة مثل الأسد.
وبالفعل، خلع حمار الزرد عن الأسد جلده ولبسه، وأصبح يروح في الغابة جيئة وذهابا تخافه الحيوانات، وتهرب منه، وأصبحت رؤيته مصدر رُعب وخوف، وعندها شعر الحمار بالقوّة والهيبة، وقال في نفسه: لماذا لا أُجرّب أن أزأَرَ مثل الأسد؟، وأطلق الحمار صوتًا عاليًا ولكنه كان نهيقًا، عندها كُشِفَ أمره، وعرفت الحيوانات بأن حمار الزرد يخادعها وأنّه يرتدي جلدًا ليس جلده، فلون الزعفران هو لون جلد الأسد من الخارج فقط، أما النهيق فهو صوت حمار الزرد.
وبعد أن عُرفَ كذبه، حاوَل أن يبرر للحيوانات أنه أراد الشعور بالقوة والهيبة فقط، ولم يقصد إزعاجها أو إرهابها، ولكن الحيوانات قررت مقاطعته، ووصفته بالكاذب والمخادع، وأصبح يشعر بأنه منبوذ، لا أحد يحبّه ولا تريد الحيوانات التعامل معه، وهكذا عُرفت هذه القصة باسم قصة زعفران حمار الزرد، فزعفران نسبة إلى لون جلد الأسد الذي لبسه، أما حمار الزرد فالمقصود به الحمار الوحشي.
ويُستفاد من قصة زعفران حمار الزرد أنه لكل مخلوق دوره ووظيفته في الحياة، وعندما يحاول أن يتنكر لأصله ويُقلد غيره فإنه سيخسر احترام الآخرين له وثقتهم به، وقد يصل الأمر إلى نبذه وعدم التعامل معه، وأيضًا لا يمكن لكذبة أن تدوم لوقت طويل، سيأتي يوم ويُفتَضَح أمر الكاذب وتصبح سمعته سيئة بين الناس، فمن الأفضل أن يحافظ كل مخلوق على احترامه لنفسه ولا يهين نفسه بتقليد الآخرين.