قصص أطفال مصورة عن المدرسة
تعدّ البيئة المدرسية من البيئات الاجتماعيّة التي تحظى بخصوصية مختلفة عن أي بيئة اجتماعية أخرى، حيث تتكون من مجموعة من الطلاب الذين تربطهم علاقات صداقة تمتد في كثير من الأحيان إلى خارج البيئة المدرسيّة، كما يُعدّ المعلِّمون من أهم عناصر البيئة المدرسية، حيث يقضي الطلاب مُعظم وقتهم برفقة المعلّمين، ويأخذون عنهم شتى أصناف العلوم والمعرفة، وقت كُتبت قصص أطفال مصورة عن المدرسة كثيرة من قبل العديد من الكُتّاب، لتأتي هذه القصص على ذكر الواقع المدرسي، وما يحدث في القاعات الصفية المدرسية وساحاتها.
ومن بين ما كُتب من قصص أطفال مصورة عن المدرسية قصة طالب يُدعى لؤي يعيش مع أمه وأبيه في بيت صغير، ويقطنون في قرية يعيش أهلها في حالة من التشارك والتعاون وتجمعهم علاقات طيبة مع جيرانهم، وكان يتميز لؤي بتفوقه في المدرسة، وحرصه على العلم والتعلم ليكون مفخرة لنفسه ولأهله أمام الناس، وكان والد لؤي يعمل طيلة النهار ليؤمن قوت بيته، أما أمه فكانت تعمل في بعض الأشغال المنزلية، وتبيعها لأهل القرية كي تساعد زوجها في المصروفات التي يتحملها منزلهم الصغير، كما كانت والدته تساعده على المُذاكرة وتحضير الدروس لليوم التالي كي يكون قادرًا على الإسهام بفاعلية في الحصص المدرسية.
وفي أحد الأيام ذهب لؤي إلى المدرسة في صبيحة بداية الأسبوع، وكان قد بقي إلى ساعة متأخرة من الليل في اليوم الماضي للدراسة على أحد الاختبارات الشهرية لمادة الرياضيات، وكان من المقرر أن يُقام الاختبار في الحصة الرابعة، وبعد نهاية الحصة الثانية فزع أهل القرية على حريق نشب في بيت والد لؤي، حيث إن النار في الموقد لم تنطفئ كُليًا، وحين ذهبت والدة لؤي إلى بيع الأشغال اليدوية بدأت النيران تلتهم غرف المنزل، وهنا عمل أهم القرية على إخماد النيران، وإبلاغ أصحابه بما حدث معهم، فتم استدعاء لؤي من المدرسة، وتم استدعاء والده من العمل، وعادت والدة لؤي إلى المنزل بعد إخماد الحريق ليتفقدوا المنزل.
وحين بدأت العائلة بتفقد الأضرار الناجمة عن الحريق، وجدوا أن غرفتين من المنزل قد احترقتا كُليًّا، ومن بين هذه الغرف غرفة لؤي التي تحتوي على كتب المدرسة، وعلى ملابسه ومستلزماته الشخصية، بالإضافة إلى الغرفة التي تحتوي على الموقد، وهنا كانت وقفة أهل القرية دليلًا عن حبهم لبعضهم البعض، فطلب زعيم القرية من أهاليها أن يجمعوا المال لإعادة ترميم المنزل وإزالة آثار الحريق، وبعد يومين من الواقعة اكتمل المبلغ الذي يكفي لإعادة ترميم المنزل.
أمّا لؤي فقد كان حزينا على احتراق غرفته بكل ما فيها، وهنا جاء موقف مدير المدرسة الذي أمر بجمع المال لشراء ملابس وكتب جديدة للؤي، ووضعوها في صندوق كبير وذهبوا بها إلى منزله بعد أن رُممت غرفته، وما إن فتح لؤي الصندوق حتى انفجر بالبكاء فرحة بأصدقائه في المدرسة الذين لم يدخروا جهدًا في إخراجه من حزنه وتعويضه عن كل ما خسره حيث احترقت غرفته، وكان من بين زائريه معلم الرياضيات الذي أعاد له الاختبار بعد هذه الزيارة ليحصل لؤي على العلامة الكاملة فيه بعد أن زال حزنه وعاد إلى كتبه من جديد.
وفي ختام كتابة هذه القصة من قصص أطفال مصورة عن المدرسة لا بُدَّ من ذكر بعض الدروس المستفادة منها، وأول هذه الدروس أن الإنسان المجتهد لا يضيع جهده سدى، وسيجد ما صرفه من جهد ووقت في الوقت المناسب، وأن التعاون والتكاتف المجتمعي من أهم الخصال التي تميز المجتمع السَّوي، كما يُستفاد من هذه القصة أن المدرسة ليست مجرد مكان يتلقَّى فيه الطالب العلم والمعرفة، بل هو منظومة تربوية وتعليمية متكاملة تقف مع الطالب في الأزمات، وتشاركه فرحه وحزنه، وتساعده على تحقيق أحلامه والتفوق في حياته العلمية والعملية.