قنَّاص الأحلام
في «شارع الرينبو» مشيتُ
وكان صوتُ البردِ يدْوي في دمي أعلى من الأضواء والألوان في «الرينبو» الجميلِ
و»بابُ توما» كان يمشي في جِواري
كانتِ «القِشْلَةْ»
كُنّا ثلاثتُنا معاً وكأنَّنا، في صحبةٍ، شِلَّةْ
وظننتُ أنّي بعد خطْواتٍ، على كُوع الوصالِ، سألتقي ب«النوفَرَةْ»
مُتبختِرةْ
وستكمُلُ الشّلَّةْ
كي نُكمِلَ الليلةْ
سنَمدُّ طاولة على أطراف قارعة الخيال
ونلعب «الطَرْنيبَ»
حتى أنْ صباحُ الشوق يأتي باسماً
وشريكتي «النوفَرةْ»
مُتحيِّرةْ
طرنيبها الكُبَّا
قلبٌ تبادلني به حُبَّا
ولعلَّ أفتحُ شابَّ دينارٍ سيَنشِلني
فألقاها تُطَرْنِبه ببنتٍ جائرةْ!
أحكي لها: «الدينارُ لي!
من حُرِّ أوراقي..
حَرَقتيهِ!
أهونُ عليك؟ أم هانت تفاصيلي وأشواقي
في غربة الخُذلانِ، في تيهي؟!…»
وأخشى أنْ سترميني بنَردٍ في جبيني وهْي تصرخُ: «كلُّ شوقكَ ثرثرةْ
ما اضطرني آتي إليكَ بجُنح هذا الليل إلا أن أتيتُ مُحذِّرةْ
لا تقتربْ
لا تقتربْ من حارتي
فهناكَ قنّاصٌ برأس الحيِّ دوماً،
لن يباليَ بالذي تهذيهِ
يسعى أن يُشيِّدَ في جواري مَقبرةْ»
وقَعتْ نقاطُ النَردِ في صدري ثقيلةْ
وابيضَّ فألي حينما أمسى بلا مَعناه نَردي،
حينها النردُ اختفى
في رقعة الليل الطويلةْ
وتَذكُّرُ القنَاص شتَّتَ شِلَّتي
فرأيتُني وحدي أسيرُ
وكِدتُ، من تَعَبي المُداهِم فجأةً، أكبو
في شارع الرينبو
شاعر سوري
أمجد عطري