قوى الأمن الموالية للإمارات في عدن تهدد عدداً من القنوات الفضائية والصحافيين
لندن «القدس العربي»: شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أمس الاثنين موجة تحريض كبيرة ضد وسائل الإعلام صاحبت وتلت الهجوم الذي استهدف مبنى إدارة البحث الجنائي في مدينة عدن (جنوب اليمن) الأحد والذي راح ضحيته ما لا يقل عن عشرين شخصاً معظمهم من أفراد الشرطة.
ونشر ناشطون ومدونون موالون لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي منشورات، تتهم وسائل إعلام وصحافيين في عدن ب«التحريض» على قوات الحزام الأمني، وهي قوات خارج تشكيلة القوات التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع وتشرف عليها دولة الإمارات.
وكان أخطر تلك الاتهامات بلاغ منسوب لإدارة الأمن في عدن تتهم فيه قنوات «الجزيرة وبلقيس وسهيل ويمن شباب ورشد» ب«التحريض ضد الأمن في عدن واختلاق الأكاذيب والتدليس الممنهج». كما يدعو البلاغ الذي لم تنفه إدارة أمن عدن المواطنين إلى الإبلاغ عن أماكن تواجد العاملين في تلك القنوات من مراسلين ومصورين عبر أرقام وضعت أسفل البلاغ.
هذا (البلاغ) جرى تداوله على صفحات التواصل الاجتماعي وفي مجموعات الواتساب، وكان ممن نشروه شخص يدعى «شادي بامسق» وهو ضابط برتبة «ملازم أول» في المركز الإعلامي في المؤسسة الأمنية في عدن، ويعمل كذلك كاتباً لدى صحيفة الوطن الإماراتية التابعة لمؤسسة أبوظبي للإعلام.
وطالت الاتهامات صحافيين جنوبيين آخرين انتقدوا خلال الفترة الماضية أداء قوات الأمن والحزام الأمني والانتهاكات التي ترتكبها، ومن بين من تعرضوا للاتهام الصحافي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة وموقع عدن الغد.
ونشر المحامي يحيى الشعيبي، وهو أحد القيادات المقربة من قيادة «المجلس الانتقالي الجنوبي»، منشوراً على صفحته في موقع «فيسبوك» عن الحادثة واصفاً فتحي بن لزرق بأنه كان أشبه ب«التوجيه المعنوي» للمهاجمين الذين ينتمون إلى ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية والمعروف ب«داعش». وعلّق عليه مستخدم باسم «أبو الحارث العمري» بالقول: «إذا أردتم الأمن لعدن على فتحي بن لزرق ان يُستَجوب فهو المحرض الرئيسي على قوات الامن وهو الداعم لهم».
وقال صحافي يعمل في عدن إن حملة التحريض الأخيرة غير مسبوقة وتهدد حياة العاملين في وسائل الإعلام المختلفة في المدينة وتعرض حياتهم لخطر التصفية والاعتداء والاعتقال، أو التضييق في العمل الإعلامي على الأقل.
وأضاف مفضلاً عدم كشف هويته «إن التحريض ضد الصحافيين له نتائج وخيمة، فعدد من «المتهورين» يصدقون ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي ويعتبرونها من «المسلمات»، خاصة أن من ينشر هذه المنشورات شخصيات جنوبية معروفة ولها شعبية في أوساط مجموعات تملك قوة أمنية وعسكرية».
وبعد كل هجوم تشهده مدينة عدن تستغله الأجهزة الأمنية والتيار المطالب بالإنفصال في التحريض على وسائل الإعلام واتهام كل من يتبنى توجهاً مخالفاً لهم كما يشنون حملات اعتقالات ضد نشطاء وضد مواطنين بسطاء من أبناء المحافظات الشمالية.