قيمنا في الحياة – الفقرة 3 من أصل 20

فيه أبطال كتير يا سادة لكن إحنا مش شايفينهم؛ علشان المظاهر بقت هيا اللي مغمية عنينا فيه أبطال كتير في الحياة مبيقولوش إحنا أبطال مش باينين في الصورة مش طالعين في الفضائيات مش قاعدين قدام الكاميرا لكن هما أبطال يستحقوا إننا نرفع ليهم القبعات.

أفكركم إن السنة اللي فاتت وإحنا بنحفر قناة السويس أعلن اللي بيحفروا إن هما اكتشفوا روفات جندي من حرب(73) ولاقوا معاه البطاقة بتاعته وطلع من الشرقية يااااه! هو الجندي دا مكتوبله إنه يتعرف مكتوبله إنه يتعرف إنه مات أسير هو كان مفقود بالنسبة لأهله، وبعد كدا اعتبر أسير وفق قواعد القوات المسلحة لكن دا كمان جندي اندفن في قلب الأرض من غير ما حد يحس بيه دافع عن الأرض من غير ما حد يحس بيه وغيره كتير أوي، والأبطال كتير أوي بس إحنا محتاجين نشيل النضارة السودة ونبص لحقيقتنا. زمان كان فيه في التلفزيون المصري أيام ما كان كدا تلفزيون مصري، والدولة ليها هيبة وحاضرة كان علي القناة التانية كل يوم خميس بيجي برنامج اسمه مدرسة الأطفال بس بالفرنساوي كان برنامج رائع بيقدمه مذيع رائع يجيب عشر أطفال وبعدين… موهبين وكل طفل قبل ما يقدم نفسه يقوله: ها بابا بيشتغل إيه ؟ فيقوله: بابا بيشتغل فران بابا بيشتغل حارس علي مكان، بابا بيشتغل باني، وتلاقي الأب الكاميرا تروح طالعة على القاعة بتاعة الجمهور، تلاقي الأب نضيف وفخور وإبنه فخور بيه، محدش عنده عقدة إن أبويا مهني أو حرفي أو شغلته مكنتش دكتور، ومكنتش مهندس، ومكنتش مذيع، ومكنتش كاتب، ومكنتش عالم هو كمان ليه دوره في الحياة معرفش إحنا العُقد دي جيتلنا منين؟ معرفش صابتنا إزاي؟

m2pack.biz