كاتب: المعارضة السورية في الرياض ومبدأ “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”
اعتبر الكاتب الصحفي السوري، أحمد حسن، أنه ربما لا شيء يمثل حال الضعف والهوان والتردي السياسي الذي وصلت إليه “المعارضات السورية” مثل المفارقة المتمثلة بطلب وزير خارجية السعودية من “الهيئة العليا للمفاوضات” إعادة الهيكلة والخروج برؤية جديدة للمرحلة القادمة وإلا…
مصدر في المعارضة السورية: الجبير أبلغ الهيئة العليا للمفاوضات أن الأسد باق
وأشار الكاتب حسن، في مقالة له نشرت بصحيفة “البعث” السورية، إلى أن هذا الطلب كان في المراحل الأولى لتوليد الأجسام المعارضة من اختصاص مراتب دبلوماسية وأمنية أعلى من عادل الجبير، مثل رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن يمثّله، أو وزير الخارجية الأمريكية شخصيا. على حد قول الكاتب حسن.
وقال: والحال فإن الطلبات والأوامر والتردي من درك إلى آخر أدنى منه ليست أطوارا غريبة على هذه “المعارضات” التي لم تأخذ الواقع الحقيقي بعين الاعتبار في كل مسيرتها، بل عاشت مراهقة سياسية ركنت فيها إلى تنظيرات طفولية حاولت إسقاط وقائع جرت في أمكنة أخرى، وفي زمن آخر، على الواقع السوري. على حد وصف الكاتب.
وأضاف الكاتب السوري أن التجمع الأول الذي انضوت تحته هذه القوى باسم “المجلس الوطني” جاءت ولادته على يد المخابرات التركية التي أرادته على نسق “المجلس الوطني الليبي”، مجرد تجمع هلامي من أشخاص ومنظمات ليس له من دور سوى طلب التدخل الخارجي المباشر، بحسب تبرير صاحب نظرية “الصفر الاستعماري” وغيره من “الثوار” الذين لا يحتاج أغلبهم لتبريرات أكثر إفحاما من رنين الدولار والوعود بمناصب مستقبلية في “النظام القادم”.
واستدرك الكاتب: وحين فشل هذا التوجه في ذلك الوقت لمصلحة التدخلات غير المباشرة عن طريق الأدوات الإرهابية المتعددة، لم يحتج أمر دفن هذا “المجلس” إلا إلى جملة واحدة من شقين نطقت بها هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية حينها، نعت في الشق الأول المجلس قائلة: حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني السوري، وأعلنت في الشق الثاني، ضرورة ولادة تجمع جديد…وطني أيضا..!!، دون أن يجرؤ “معارض سيادي” واحد لمعارضتها في التدخل بشأن داخلي مطلق، كما يفترض الحال، وفي سحب امتياز تمثيل المعارضة السورية في الداخل والخارج معا من فصيل ومنحه لآخر بجملة واحدة.
وأضاف حسن: ولأن الفشل كان من نصيب التجمع الجديد الذي دعي ب”الائتلاف الوطني” صدرت الأوامر الفورية بتشكيل “الهيئة العليا”…الوطنية أيضا وأيضا!!، ويبدو أن الدور قد جاء عليها للانتقال إلى شكل “وطني” آخر، ولكن، كما في السابق، بإرادة خارجية مدعومة بالتهديد بقطع التمويل والمعونات، ما دعا بهذه “المعارضة” إلى القبول، عملاً بمبدأ “قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق”، بل وإظهار الأمر وكأنه ضرورة داخلية اندفعت إليها بصورة ذاتية مستقلة لتوسيع المشاركة كما يروج البعض. بحسب ما ذكره الكاتب حسن.
وختم بالقول: بالمحصلة هذه مرحلة جديدة تعترف بها قوى الخارج بخسارتها، وتلزم أتباعها المحليين بها، لكنها، أي قوى الخارج، ستبقى تبحث عن مكان ودور في المستقبل السوري، لذلك لن يكون لإعادة الهيكلة، و”الرؤية الجديدة”، سوى الدفع بوجوه جديدة تطمح لدور يكشف تكليف الجبير برعايته أنه مجرد دور ثانوي، بعد فشل المخطط الأساس وغرق أوهام الأدوار الكبرى والأساسية في أنفاق حلب ورمال السخنة اللاهبة.