كبسولة الزمن

فقره3
فقره3

بقلم بروفيسور/ صلاح حسن الأستاذ بجامعة كورنيل.

3من اصل3

 

 

واستمر فيها لأكثر من 20 عاما قبل تقاعده في مدينة دايتون في ريف ولاية بنسلفانيا، إن صلة الفنان كمال يوسف بـ “جماعة الفن المعاصر” التي ساهم في تأسيسها في عام (1946)، مهمة جدا لفهم إنجازاته الفنية إذا عكفت المجموعة على تحدي طرق التعليم الأكاديمية الغربية المسيطرة عن طريق استكشاف الثقافة والحياة اليومية لشعب مصر البسيط، وعكفت على التمثيل البصري للفقر والاضطهاد، بالإضافة إلى تمثيل التيمات الشعبية والأساطير، ولعل العديد من أعمال كمال يوسف التي يتضمنها هذا المعرض، تمثل التقاليد الشائعة، والرموز الميثولوجية والعلامات المأخوذة من الثقافة والمعتقدات الشعبية بطريقة تحاكي الواقعية الاجتماعية، والتي تتمثل في تصوير المناظر الطبيعية الريفية الساكنة وكأنها في عالم حلمي ممزوج ببعض الموتيفات المتكررة مثل: أوان، ديكة، طيور، أسماك، قطط، ومواضيع أخرى كفلاحين وفلاحات يجلسون بشكل منفرد، أو عبر جماعات تعرض اللوحات سلسلة أعمال أنجزها كمال يوسف أثناء قيامه برحلات عديدة حول أوروبا، بدءا من رحلته الأولي إلى باريس عام 1954، التي قام بها لتنظيم معرض لصالح جماعة الفن المعاصر في جاليري أندريه موريس، وقد استمر في ذلك لعدة عقود من الزمن، تجمع أعماله في هذا الجزء من المعرض ما بين لوحات أحدها لامرأتين أوروبيتين ترتديان فساتين حمراء مؤطرة داخل اللوحة بنوافذ أو باستخدام أسلوب الفن الواقعي، مرورا بتماثيل لامرأة ورجل يقفان أمام منظر طبيعي ساكن لحقل ريفي معماري خصب، يظهر نتاج رحلاته هذه جليا في سلسلة لوحات صغيرة لمشاهد من مدينة باريسية من معالمها الرئيسية، فنادقها وجبالها، وتمثل بعض الأعمال التي يتضمنها هذا المعرض تجارب كمال المبكرة في الفن التجريدي، حيث تعرض سلسلة من اللوحات التجريدية التي أنتجها في مطلع الخمسينيات، والتي تستلهم الأشكال والمساحات المتصلة بالميكانيكية، وتؤكد الصلة بين مهنته كمهندس وبين الصناعة ومصانع الصلب والعلاقة مع التجريد، تتراوح اللوحات المعروضة ما بين لوحات ذات ألوان هادئة تشبه أحادية تلك المنجزة بألوان زاهية استخدمت لتسليط الضوء على الأشكال المجردة،

m2pack.biz