كسر القاعدة الذهبية: الإدارة بالاستثناء:
هل تذكرون القاعدة الذهبية القائلة: “عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك”؟ المدير الواعي يكسر هذه القاعدة كل يوم، بل ويغيرها لتصبح: “لا تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، بل كما يحبون أن يعاملوا”. لأن المدير العظيم يؤمن بالاختلاف والفروق الشخصية والفردية، وهو يحترم هذه الفروق ويحبذها، ويتصرف على أساسها.
وإذا كان من الصعب التعرف على حوافز ومتطلبات وسمات الشخصيات المختلفة، فالحل سهل: اسأل الشخص نفسه عما يحفزه، أو عن تصوره للنجاح في العمل. ومن خلال إجاباته عن تلك الأسئلة يمكنك التوصل إلى سمات شخصيته ومفاتيحها، وأسلوب التعامل معها.
وعليك أيضاً كمدير واع أن تقضي جل وقتك مع أفضل العاملين معك، صاقلاً مواهبهم، متحدثاً إليهم كما يحفزهم، مبيناً لهم خطط المستقبلية.
وقد يميل المدير العادي إلى قضاء معظم وقته في تقوية الضعفاء، بينما يبحث المدير الجدير عن أقوى اللاعبين ليزيدهم قوة، وعن الأداء الجيد ليزيده جودة. لأن تعريفه لدوره وتحديده لواجباته يشده تلقائياً نحو أفضل العاملين معه. والنتائج المبهرة التي يحققها تمنحه دليلاً إضافياً على أنه محق في سلوكه. لأن الاستثمار في أفضل ما تملك يعتبر من الناحية الاقتصادية البحتة قراراً صائباً مائة بالمائة. فالحصول على رعاية وعون الآخرين مطلب إنساني ينشده الجميع. ومن العمل أن يحصل عليها من يمنح عمله جهداً أكبر، ويخرج نتائج أفضل. إذ أن قضاء الوقت مع أفضل العاملين يزيد معلوماتهم إذا دربتهم، ويقربك منهم إذا حفزتهم ووجهتهم بحب وإعجاب. فقضاء الوقت مع أفضل العاملين هو من أفضل الأساليب التعليمية، سواء للعامل أو للمدير.