كشف الغش
1 من أصل 2
عندما يكون لدى من يجرى معه الاستجواب أسباب تجعله لا يقول الحقيقة أو يتعاون مع التحقيق – لاسيما إن كان هو الجاني – توجد ضرورة لكشف التضليل. لكن هذا أصعب بكثير مما يظن غالباً، رغم أن الأساليب التي تعتمد على قياس الاستجابة الفسيولوجية للشخص (جهاز كشف الكذب) حققت نجاحاً محدوداً في بعض المواقف. وتكمن الصعوبة في حاجتنا جميعاً من وقت لآخر لعدم قول الحقيقة؛ ومن ثم قدرتنا كلنا على أن نكون كاذبين مقنعين على نحو معقول. أيضاً إذا كان الشخص يعتقد أنه يقول الحقيقة، فالطريقة التي يتحدث بها قد لا تختلف مطلقاً عنها عندما يروي قصة حقيقية. بمعنى آخر، ليس الكذب سلوكاً نادراً وغريباً ستصاحبه حتماً علامات تدل عليه.
مع ذلك، ثمة متطلبات معينة يخضع لها أي شخص إذا كان يداوم على الكذب، ومن شأن تفهم هذا أن يكون ذا قيمة في كشف الغش. وأوضح تقييد واقع على عدم قول الحقيقة هو أن الكذبة يجب أن تكون نوعاً ما من الابتكار، وتتطلب صنيع خيال.
ولهذا سيبني الكاذبون المتمرسون تلفيقهم على شيء حدث بالفعل، أو سيتجنبون إعطاء معلومات كثيرة على الإطلاق. ومن ثم، يمكن أن يكون تجنب قول الحقيقة أحد المؤشرات الرئيسية على الغش؛ بمعنى آخر، عدم الرغبة في الإجابة أو الإسهاب في الوقائع.