كصاحب عمل.. معايير وخدع المقابلة لإختيار الموظف الأفضل
إجراء مقابلات العمل بشكل أو بآخر فن، فالهدف منها ليس فقط طرح الأسئلة بل تمكين الآخر من الاجابة عليها.
فخلال مهلة زمنية قصيرة عليك أن تقرر ما إن كان الشخص الذي أجريت معه المقابلة مناسب للوظيفة أم لا. وحين تقرر بأن الموظف هذا مثالي فحينها ستصبح في موقع مختلف، إذ عليك ان تقنعه بشكل مبطن بأن شركتك هي المكان المثالي له.. مقابلات العمل هي طريق بإتجاهين فهو أيضاً بشكل يجري مقابلة معك ليعرف كل ما يحتاج لمعرفته عن المنصب وعن الشركة.
مقابلات العمل لها معاييرها الأساسية والتي يجب الإلتزام بها للخروج بأفضل نتيجة ممكنة. وبالاضافة الى المعايير هناك بعض الخدع التي يمكن اللجوء اليها لاكتشاف المزيد عن الشخص الذي تجري معه المقابلة.
أولاً: المعايير
كن مستعداً
المعيار الأساسي هو أن تكون مستعداً للمقابلة ما يعني أنه عليك أن تملك فكرة عن الشخص الذي ستجري المقابلة معه وبطبيعة الحال يجب الإطلاع على سيرته الذاتية وكل الوثائق المرتبطة بها قبل المقابلة.
تحديد المسمى الوظيفي
بشكل عام خلال مقابلات العمل يكون المسمى الوظيفي غير واضح وأحياناً المهمام المرتبطة به تكون غير محددة بشكل دقيق. هذه النقطة قد تجعلك تفقد موظفاً محتملاً يملك المهارات كما تصعب عليك مهمة تقييمه. لذلك إن كان المسمى الوظيفي غير محدد أو غير واضح عليك أن تحدد معايير أساسية مرتبطة به قبل المقابلة كي تتمكن من تقييمه وكي تتمكن من توضيح المهام المطلوبة منه بشكل أوضح.
بداية المقابلة الأهم
الشخص الذي ستقابله بالتأكيد يشعر بالتوتر، مهمتك الاولى هي أن تجعله يشعر بالراحة لانك حينها ستتمكن من الحصول على الإجابات التي تبحث عنها. صحيح أن ذلك أيضاً يمنحك فكرة عن آلية تعامله مع الضغوطات ولكن جعله يشعر بتوتر أكبر لن يعود بالفائدة على أحد.
كي تجعله يشعر بالراحة البداية ستكون بسؤاله عما ان كان يحتاج لشيء أو يود شرب الشاي أو القهوة. لاحقاً قم بتقديم نفسه، اسمك ومنصبك والخطوة التالية هي بمحادثة عابرة بسيطة عامة، لاحقاً فسر له مسار مقابلة العمل. ثم عد الى النقطة الاولى وإسأله مجدداً ما ان كان يود شرب شيء ما في حال كان قد رفض في المرة الاولى.
نوعية الأسئلة
الأسئلة يجب ان تتمحور حول الوظيفة والعمل ولا شيء آخر. هدفك سيكون الحصول على أكبر قدر من المعلومات لذلك من الاهمية بمكان الا تتحدث كثيراً، في الواقع نسبتك من مجمل الحديث يجب ألا تتجاوز ٣٠٪. أسئلتك يجب بشكل عام ان تتمحور حول أمرين، مهاراته المتعلقة بالوظيفة وقدرته على حل المشاكل. الجزء الاول لا يسهل اكتشافه من مقابلة واحدة بل عادة يتم اكتشافه بعد توظيف الشخص. لذلك الجزء الثاني قد يكون خير معين.. لذلك ما عليك الطلب منه هو الحديث عن مشكلة ساعد هو بحلها أو اطرح عليه مشكلة افتراضية أو حتى مشكلة فعلية تواجهها الشركة واطلب منه بعض الافكار لحلها.
الأسئلة يجب أن تتدرج بالصعوبة، أي أن تبدأ باسئلة سهلة ثم تصل الى مرحلة الاسئلة بإجابات مفتوحة.
حان وقت إقناعه
إن وجدت بأنه يملك كل ما تبحث عنه فعليك هنا أن تبدأ بإقناعه بشكل مبطن بان الوظيفة في شركتك هي المثالية له. بطبيعة الحال الكذب أو تضخيم الواقع لن يعود بأي فائدة لانه بمجرد قبوله للوظيفة واكتشافه بانه تعرض «للخداع» فهو سيغادرها عاجلاً أم اجلاً. ما عليك فعله هو التركيز على ما هو إيجابي وفي الوقت عينه عدم الكذب حول ما هو سلبي.
ثانياً: الخدع
فترات الصمت : بعد أن ينتهي من الإجابة على سؤالك لا تبادر بطرح سؤال جديد بل إصمت لبعض الوقت. غالبية الاشخاص لا يشعرون بالراحة خلال فترات الصمت لذلك فهم يسارعون للحديث مجدداً وعند قيامهم بذلك فهم غالباً ما يكشفون معلومات لم يكن في نيتهم الكشف عنها. بطبيعة الحال فترة الصمت هذه يجب الا تتجاز ال ١٠ ثوانٍ أو ١٥ ثانية على أبعد تقدير.
كن ودوداً جداً: خدعة أخرى قائمة على جعل الآخر يشعر بالراحة المطلقة كي يتخلى عن حذره. وعندما يتخلى عن حذره فان فرصة كشفه لمعلومات إضافية مرتفعة جداً.
سؤال «المنصب الاخر» المتاح: هو عادة يستخدم وبشكل أساسي مع المرشحين لوظيفة في قسم المبيعات ولكنه نافع جداً لجميع المجالات في حال تم تنفيذه بشكل جيد. بعد الإنتهاء من المقابلة قم بطرح خيار بديل «ماذا لو اخبرتك باننا نملك منصباً شاغراً في قسم الدعم (مثلا) وشخصياً أظن بانه مثالي لك. هل يهمك التقدم لذلك المنصب»؟
إن كانت إجابته هي نعم، فهو على الارجح ليس الموظف المثالي الذي تبحث عنه لانه غير ملتزم بمسار مهني واحد وبالتالي لا يهمه أن يكون الافضل في مجاله، هو يسير مع التيار لا أكثر والعمل وظيفة من أجل الراتب.
سؤال «متى يمكنك البدء؟»: في حال أجابك فوراً أو بالموعد الذي يناسبكم رغم انه ما يزال يعمل لدى شركة أخرى فهو لا يحترم واقع بأنه عليه أن يمنح الشركة التي ما زال يعمل لديها مهلة أسبوعين على الاقل.