كطائرينِ لم يغوِهما العش
نعيشُ الحبَّ هذا النهارْ
لا غيومَ ذئبيةً سوداءَ تدفعها أشباحُ السماءِ
ولا دمَ ينفُرُ حسبَ رعدِ الطائراتْ
هذا النهارُ: بخارُ سعادةٍ شفيفةٍ
يلوْحُ فوقَ العشبْ
حنينٌ مُكَثَّفٌ للشهوة
وشمسٌ حنونةٌ مثلَ بطنِكْ
نعيشُ الحبَّ
فقطْ لأنَّ حائطاً أبيضَ
يتجوَّلُ في هواءِ هذه المدينة
حائطٌ كانَ يمسكُ طوقَ تينٍ يابسٍ
كسبحةِ الأولياءِ
فيْ مدينتيْ ال زالَتْ
ولأنَّ طريقاً ضيقاً هنا
لا يفضيْ بيْ إلى غيرِ رائحةِ الأراكيلِ
وقهوةِ العصرِ
وصمتِ الهيلِ
في نظرةِ أمِّيْ هناكْ
هذا النهارُ بذورُ أبجدية
حملتْهَا الريحُ من الشرقْ
رائحةُ التمرِ بينَ ثيابِكْ
دمْعُ فرحٍ تلمعُ فيه الحضاراتُ
كما يلمعُ قلبيْ في شامةٍ على كِتْفِكْ
كطائرينِ لم يغوِهِمَا العشُّ
بل شرارةُ الصدفة العظيمة
نعيشُ الحبَّ ونفترقْ
بلا ذنوبٍ ولا أضاحيْ
تماماً كما يليقُ بهذا النهارِ الفسيحْ
عمر يوسف سليمان