كل شيء ما هو إلا لحظة
بجانب شجرة اللغة القديمة أدفن صوتي
تقول الشجرة:
أعرف امرأة تؤرخ للورود الذابلة في يدها
حتى ذاب جسمها لبتلات صغيرة من الدانتيل
في كل يوم أدرك مدى صغر الكلمات في هذا الكون
الماسأة ليست في البتلات المتناثرة
المأساة في سيقان أشجار الغابة
حين ارتضت أن تصبح خشباً للجسر
بالأمس رأيت الجسر مكسورا
ومؤامرة «السوس» تحت الخشب المهترئ
كل ما يمكن فعله التظاهر بكشف أسرار الحياة من هناك،
النتيجة خطة هشة في أحسن الأحوال
لرتق الألفة المفرطة مع الحياة والسوس الخاشم
يد الموت تعرف تماما المدى المناسب لنسيج أصابعي
كل شيء أخضر في هذه الأرض
يلتهمه الموت!
الموت يحتفل بحكم الزوال
يمر حافي القدميين متعطشاً للعناق
لأنه يعلم أن إيماءاتي بفرحة الأبدية
تنعش الخلود العزيز الذي سأحمله دائماً
في روحي بعد الفناء
هناك أشياء لا تقاوم
للدخول في لعبة العزلة والغياب
أمام المرآة أرسم علامة لإزاحة البخار ليدخل اليوم
ثم اتعثر متشربكة مع الظل والضوء
كإله مرتبك أمام جدلية الخير والشر
وحكمة الإلوهية وإلحاد اللغة،
أنطق اسمك.
ها أنا أصنع حريقًا من خشب الجسر المكسور.
أشعل شمعة،
أجلس خلف النافذة،
أحدق في زوارق العائدين
تتماوج أمواج النهر في تناسق أبدي!
٭ شاعرة من جنوب السودان
6shr