كنز الأقاليم

فقره1
فقره1

1من اصل2

التفت الجانب الأمريكي إلى محاولات القناع الذهبي الدائمة مقاومة جذب مسرح (البولشوي) العريق وإعطاء فرص متكافئة لغيره من المسارح لاحتضان الحدث السنوي بأنشطته، وكذلك لمختلف المدن بعيدًا عن موسكو التي يقطن بها البولشوي الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1776/ وإن كانت هذه المقاومة تبدو صعبة لأنه يمثل دائمًا رمزًا تاريخيًا للثقافة، والتراث، والهوية الروسية، ويضيف كثيرًا إلى قيمة كل حدث يحتضنه، وبرغم هذا فقد استثمرت القناع الذهبي هذه القيمة لتحقيق أهدافها، ليتحول البولشوي إلى مسرح الأمم التي تتحد لشهور عدة سنويًا عبر عقد هذه الليلة، وينافسه مسارح مثل (مالي)، (لينسوفيت)، (كارانسي)، (مركز جوجول المسرحي) وغيرها وهذه المقاومة وفكرة الانتقال بمحل الحدث من مكان لآخر، دفعتا لجنة (التوني) هي الخرى إلى تغيير مكان الاحتفالية والأنشطة المتعلقة بها من مسرح لآخر في السنوات الأخيرة.

وتمثلت الفكرة الأهم التي اتحد حولها الجانبات في دعم الأقاليم، بمبادرة وتحد من القناع الذهبي للصورة النمطية والذهنية، وإظهار قيمة هذه الأقاليم وما تمنحه لمسارح العاصمة والمدن الكبرى، مما دفعهم لتوفير مزيد من الاحتكاك استفادت منه موسكو على سبيل المثال من المواهب الفطرية المندفعة بقوة، ومنحت مسارح الأقاليم قدرات تنظيمية وقدرًا جيدًا من الاحترافية، وأصبحت منافسًا يحظى بالترشيحات والجوائز، وهو ما جذب إليهم مصادر التمويل وحظي الشباب بالقدر الأكبر منه.

أدركت المسارح الأمريكية الكبرى، بدورها أيضًا أهمية الأقاليم التي تضم آلف المسارح الصغيرة، وتفرز مواهب حقيقية تمثل دائمًا الأساس لدراما ناجحة وخاصة المسرحية، بعد الالتفات لتعاظمها كمًا وكيفًا، حيث كان عددها 23 إقليمًا عام 1961 وأصبحت 1995 في عام 2015، ومن أهم روابط هذه الأقاليم سان فرانسيسكو وشيكاغو، المنافس الرئيس لمسارح نيويورك.

ثم دفعهما الاهتمام بالأقاليم إلى فكرة أخرى مهيبة بالتزامن يصعب معها تمييز أي منهما ذهب إليها قبل الآخر، حيث استدعيا نموذجين جديرين من بعيد، أحدهما مسرح المضطهدين للبرازيلي أوجستو بوال، والثاني المدرسة البولندية للمسرح الفقير وروادها وعلى رأسهم جيرزي جروتوفسكي في مزيج هدفه إرساء علاقة تكافل بين المسارح لتشكيل نسيج متجانس ومتماسك،

m2pack.biz