كونراد تسوزه

مهندس مندي ، أول من وضع تصميم جهاز كومبيوتر متكامل هو زد 3 عام 1941 ويجادل الألمان بأنه هو أول مخترع للكومبيوتر ( الحاسوب ) بينما يصر الأمريكيون على أن ” هاورد ايكن ” هو الأب الحقيقي له وإن كان العلماء لا ينكرون أن ” كونراد تسوزه Konrad Zuse ” اخترع أول نظام رقمي حاسبي في العالم .

ولد في برلين بألمانيا عام 1910 انتقل والداه إلى بروسيا التي كانت تضم ألمانيا ودولاً أخرى ( اليوم ) وعين وعمره 17 سنة في المعهد العالي الصناعي في برلين حيث بدأ هناك تصميم جهاز ( حاسب ) لصالح شركة ” هينشل ” لصناعة الطائرات . وحاز عام 1935 على إجازة في الهندسة المدنية ، كون شركة خاصة لتصميم وتطوير جهازه وأنشأ بين عام 1936 و 1938 أول جهاز كومبيوتر رقمي في العالم واستكمله عام 1941 وعرف باسم ( زد 1 ) ، لكن الغارات في الحرب العالمية الثانية دمرته تماماً ، كما أنها قطعت الاتصالات بينه وبين العلماء في بريطانيا وفرنسا ، وكان الجهاز يعمل بالكهرباء بنظام برنامج محدود ، ولم يستطع العمل بالكفاءة التي كان يريدها ” تسوزه ” فلم تكن قطع الغيار متوفرة آنذاك وقت الحرب ، ولشدة أهميته التاريخية نفذت السلطات الألمانية في  أواخر القرن العشرين نموذجاً منه وعرض في المتحف الألماني في ميونيخ .

في عام 1939 استدعى للجيش مع اندلاع الحرب العالمية الثانية لكنه استطاع إقناع رؤسائه بضرورة العودة إلى معمله لتطوير جهازه واستخدمته مؤسسة بحثية أنفقت على تمويله في برمجة القنابل !  بينما كان ” هوارد ايكن ” من جامعة هارفارد الأمريكية يعمل على تطوير آلة حاسبة ضخمة لحل مسائل علمية ورياضية معقدة .

استكمل ” كونراد تسوزه ” دراساته العليا عام 1945 وجاء بعدها سلسلة أجزته زد 2 إلى زد 4 . حاولت ألمانيا بمساعدة منه إعادة إنتاجها من عام 1987 لكنه أصيب بأزمة قلبية أثناء عمله مع شركة سيمنز ، صاحبة المشروع .

تقاعد ” كونراد تسوزه ” وتفرغ للرسم في آخر أيامه التي انتهت في ديسمبر من عام 1995 .

لا يمكن أبداً إسناد اختراع الكومبيوتر إلى شخص محدد بل كان نتاج عمليات وآلات عبر مئات السنين ، وكان إجراء العمليات الحسابية أول بدايات ما نعرفه اليوم باسم الكومبيوتر هو ( الحاسب الآلي ) . فالأرقام هي لب هذا الجهاز ، واستخدام الترقيم للحروف كان هو التطوير ، وبدأ الأمر باستخدام الحصى ثم الآلة المسماة ( أباكوس ) ( abacus ) والتي كانت تستخدم فيها الخرزات على أسلاك ، ثم اكتشف العرب رقم ( الصفر ) الذي كان الثورة الحقيقية في عالم العد والحساب ولوله لتأخر علماء الغرب قروناً قبل أن يستطيعوا القيام بنهضتهم العلمية وذلك باعتراف كثير منهم .

جاء الخوارزمي في القرن التاسع الميلادي ليعيد عملية الحساب بطرق أخرى واستخدم اللوغاريتم الذي نقله الغرب حرفياً عنه ، وفي عام 1642 اخترع العالم الفرنسي باسكال آلة ميكانيكية تسمى باسمه حتى اليوم ، تستطيع إجراء عمليات حسابية بسيطة وتطور الأمر مع عدد من العلماء حتى وصل الأمر إلى استخدام البطاقات المثقوبة والتي تعد نواة الكومبيوتر المستخدم اليوم ، وقد ابتكر هذه البطاقات الفرنسي ” جوزيف جاكار ” عام 1804 لتطوير آلة نول للنسيج تعمل أوتوماتيكياً بطريقة العد ومازال قماش الجاكار معروفاً نسبة إليه !

كان جهاز جاكار خطوة هامة في تطوير الحاسبات الرقمية حتى جاء تشارلز باباج فكان أول من صمم حاسوباً مبرمجاً بالكامل ، بداية عام 1820 ، بينما كان ” كلود شانون ” أول من استخدم آلات الجدولة لمعالجة البيانات الرقمية أوتوماتيكياً عام 1937 . ونشأت معا فكرة ( البرمجة ) ثم الحاسب أو ما يسمى ( كالكوليتر ) والذي انتشر في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين حتى بين طلبة المدارس .

ما قام به ” كونراد تسوزه ” هو تصميم أجهزة إلكترو ـ ميكانيكية للأرقام الثنائية وبذلك قفز بمرحلة الحاسب قفزة كبيرة وأعطى الجهاز القدرة على البرمجة بطريقة عملية غير معقدة كما فعل سابقوه ، وكانت آلاته التي ابتكرها باسم ( زيد Z ) بداية من ( زد 1 حتى زد 3 ) أول آلة عاملة تقدم ميزة الحساب الأوتوماتيكي للأرقام الثنائية بشكل عملي ، حتى جاء الحاسوب الأمريكي المبني على نظام العد العشري وهو ( انياك ) Eniac 1946 وكان لأغراض عامة واستخدامات كثيرة لكنه لم يكن سلس التعامل .