كيفية تقديم الاعتذار
قبل أن يبدأ الشخص في تقديم الاعتذار عليه أن يؤهل نفسه أولا، وبالتأكيد ذلك سينعكس عليه أثناء تقديم الاعتذار وسينعكس أيضا على الشخص الآخر الذي يُقدم له الاعتذار، فعلى الشخص أن يتحمل مسئولية جميع الأفعال التي يقوم بها بما تحمله من حسنات وسيئات، فلابد أن يحاسب نفسه في البداية على ما ارتكبه من خطأ ويعترف بأخطائه حتى لو كانت تلك الأخطاء بسيطة لا قيمة لها أمام ما ارتكبه الشخص الآخر من أخطاء، وذلك من أجل أن يكون الاعتذار نابعا من أسباب منطقية مقنعة بالنسبة له وبالنسبة للشخص الآخر.
لابد أن يضع الشخص أمام عينيه مبدأ التسامح دائما، ولابد أن يعلم إن مبادرته بتقديم الاعتذار تعني إنه هو الطرف الأقوى والأفضل في الخلاف، فالتسامح والاعتذار من شيم النبلاء، فيجب أن يبادر الشخص ولا ينتظر تقديم الطرف الآخر لاعتذاره أولا.
لابد من اختيار الوقت المناسب للاعتذار، فلا يذهب الشخص لتقديم اعتذاره في الوقت الذي يكون فيه الطرف الآخر منفعلا، وهذا لا يعني تأجيل الاعتذار لفترة طويلة، فالاعتذار يفقد قيمته ومعناه إذا طالت الفترة بينه وبين الخلاف.
يجب ألا يأتي الاعتذار مقترنا بمبررات كثيرة، فقيمة الاعتذار تكمن في الاعتراف بالخطأ المرتكب دون تبريره، وهذا لا يعني أن التسامح لابد أن يكون مقترنا بارتكاب خطأ، فحتى إذا ارتكب شخص خطأ ولم يعتذر عنه، فلابد أن يبادر الآخر بالتسامح فالشخص النبيل هو من يبدأ بالسلام والتسامح دائما.