كيف تتعاملين مع صغيرك الذي لا يسمع كلامك؟
من الملحوظات التي تعطيها نسبة كبيرة من الأمهات أن الصغار في المرحلة العمرية بين 2 و3 سنوات لا يعطون اهتمامًا لكلام الأب والأم، الكلمة الشهيرة هي “لا”، ونوبات الغضب والبكاء على ما لا يعجبهم هي السمة المميزة لتلك السن، فهل هناك سبب علمي لهذا الأمر؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
متى يبدأ الطفل في فهم الآخرين؟
وفقًا للدراسات الحديثة التي أَجريت حول الأطفال للحصول على إجابة لهذا التساؤل، وجد العلماء أن الأطفال لا يبدون أي تعاطف مع الآخرين قبل بلوغهم العام الرابع، وبذلك فهم لا يشعرون بالأم والأب ولا يمكنهم أن يضعوا أنفسهم مكانك في المواقف المختلفة، فهم فقط يرون في المرحلة السابقة لهذا العمر ما يوجد أمامهم من رغبة في تحقيق الأشياء أو عدم رغبة في تنفيذ الأوامر مهما كانت مهمة بالنسبة لكِ، هذا النوع من التواصل الفعّال مع الآخرين لا يبدأ إلا بعد سن الرابعة، حيث تبدأ خلايا الدماغ المسؤولة عن الوعي الاجتماعي في النضوج والنمو.
بماذا يفكر الطفل قبل بلوغه أربعة أعوام؟
في المرحلة العمرية السابقة للعام الرابع لا يستطيع الطفل تمييز ما يعتقده الآخرين عما يعتقده هو، بمعنى أنه يعتقد أنك تفكرين مثله تمامًا وتشعرين بما يوجد داخله ولا يعي أن هذا غير حقيقي، على سبيل المثال: إذا وجد الطفل مجموعة من الألوان داخل علبة الشوكولاتة، عندها تتكون لديه قناعة بطريقة تلقائية أن جميع علب الشوكولاتة المماثلة تحتوي أيضًا على الألوان.
كيف تتعاملين مع صغيرك الذي لا يسمع كلامك؟
في هذه المرحلة العمرية لا تضعين سماع الكلام عائقًا أمام التواصل الإيجابي مع طفلك، فالتركيز على تنمية المشاعر والتواصل عن طريقها من أهم الأمور في هذه المرحلة وهو ما سيوفر عليك الجهد الكبير الذي تبذلينه لإقناعه بالاستماع إلى كلامك دون جدوى، ويمكنك كذلك اتباع أساليب مختلفة عندما يرفض طفلك الاستماع لكِ، منها التجاهل أحيانًا وتحمل العواقب الناتجة عن تصرفاته بما لا يؤذيه وتشتيت الانتباه في أحيان أخرى.
في النهاية، الأطفال في هذا العمر يحتاجون إلى قدر كبير من العناية والاهتمام بمشاعرهم ومحاولة فهمها، لأنهم لا يستطيعون فهم أنكِ لا تقدرين على معرفة ما يدور بداخلهم، وما تفعلينه اليوم في هذا العمر ستجني ثماره بسرعة في المرحلة التالية.