كيف تصبح الابن المفضل لدى والديك؟
يسهل على أي ابن أن يصبح الابن المفضل لدى والديه، فقط عليه معرفة توقعات الأهل له، وعليه أيضا معرفة احتياجات الوالدين، وتحدثنا في الفقرة السابقة عما ينتظره الأهل من أبنائهم، فلا رغبة لدى الأهل في شيء إضافي للاطمئنان على أبنائهم، ولا يشعر هذا الاطمئنان إلا مع شخص ناضج عاقل لا يثير القلق والخوف عليه، كما يمنحهم نجاحك في دراستك وعملك وحياتك الزوجية الاطمئنان، ويأتي الاطمئنان أيضا من حسن أخلاقك ومعاملاتك، وتزيد خصوصية الأخلاق الحميدة فيما يتعلق بالتعامل مع أخوتك، فحسن معاملتك لهم بمثابة حسن معاملة والديك، ويضاف إلى ذلك طريقتك في التصرف بهدوء مع والديك، فالهدوء واللطف وحسن الاستماع هم العناصر شديدة التأثير على تحويلك إلى الابن المفضل لديهم، ففي كبرهما تزيد العصبية والبطء ويصعب عليهم التصرف بالطريقة ذاتها التي اعتدت عليها منهم، فتزيد حاجتهم إلى الرعاية والتفهم، وتحتاج لبذل المزيد من الجهد في خدمتهم والاهتمام بهم، وكلها أمور بسيطة لا تحتاج إلى الجهد.
يمكن تلخيص رحلة الابن المفضل في بعض الخطوات البسيطة، وهي خطوات سهلة يمكن لأي إنسان اتباعها، فيعكس من خلال الصفات الحميدة التي يتحلى بها الابن المفضل لدى والديه، وأهم هذه الصفات هي الاحترام وطاعة الوالدين وحسن الأخلاق والالتزام والنجاح في الحياة، وبتطبيقها على السلوك يمكنك أولا بث مشاعر الاطمئنان في نفوس والديك على حياتك، فلا تقلقهم بمشاكلك وهمومك، وتشاركهم أخبارك الجيدة وتحتفل معهم بالإنجازات التي تحققها، ويمكنك أيضا تقديم المساعدة لهم ولأخوتك في مختلف شئون الحياة، ويمكنك أيضا تكرار زيارتهم والسؤال عنهم وعن صحتهم، ويجب أن تشاركهم قضاء الوقت والاحتفال بالمناسبات الهامة، ويكفيك أن تمنحهم من الاهتمام ما يشكرونك عليه، فتبتاع لهم ما يحتاجونه من طلبات ولوازم المنزل، وتقوم بدلا عنهم ببعض الإجراءات الحكومية الضرورية، كما يجب عليك دعوتهم للخروج من المنزل، ويمكنك أيضا إعادة وصلهم بالعالم وإبلاغهم بتطوراته باستمرار، فلا تدعهم يعيشون في عالم ضيق، كما لا تتركهم للشعور بالحرج أمام أبنائهم الذين كانوا أطفالا فيما مضى يتشبثون بهم.