كيف غرقت سفينة التايتنك
كانت سفينة التايتنك تسير في المحيط الأطلسي في اليوم الرابع عشر من شهر إبريل عام 1912م. وبعد أربع ساعاتٍ من انطلاقها من الميناء، تلّقت ستةَ إنذاراتٍ تفيد بوجود جبالٍ جليديّةٍ أمامها، ولكنّها لم تخفّف من سرعتها بل استمرت بالمسير بسرعةٍ كبيرةٍ إلى أن تفاجأ الطاقم بوجود خيالٍ لشيءٍ كبيرٍ جداً؛ وكان عبارة عن جبلٍ جليديٍّ ضخمٍ جداً ضرب بالسفينة، وحاول الطاقم أن يبتعد عن الجبل إلّا أنه لم يستطع تفاديها وذلك بسبب السرعة العالية والّتي جعلت الضربة قويّةً جدّاً. أدّى الاصطدام إلى إحداث أضراراً جسيمةً في الجانب الأيمن من السفينة؛ حيث تمّ تدمير خمس مقطوراتٍ من العدد الكليّ البالغ ستّ عشرة مقطورةً؛ وكانت السفينة مجهّزةً بأن لا تغرق في حال تمّ تدمير أربع مقطوراتٍ. وبدلاً من الوقوف عن الحركة لانتظار المساعدات استمرّ الطاقم بالمسير وكأنّ شيئاً لم يحصل ممّا أدى إلى غرق السّفينة بالكامل؛ فعمليّة الضغط على المحركّات أدّت إلى حدوث الانفجارات المختلفة ووصول المياه إلى الطوابق العليا.
استمرّت سفينة التايتنك بالغرق لمدّة ساعتين وأربعين دقيقةٍ، ولم ينجُ منها سوى عدداً قليلاً جداً؛ وذلك لقلّة قوارب النجاة الموجودة، وكثرة التدافع، وعدم النّظام بسبب الخوف والهلع، انطلقت انطلقت قوارب النّجاة بعددٍ قليلٍ جدّاً من الناس. وأدّى غرق السفينة إلى موت ألفٍ وخمسمائة شخصٍ. ومن بعد تلك الحادثة، تمّ الاحتحاج على عدم وجود شروطٍ للمحافظة على حياة المسافرين وسط البحر إلى أن تمّ التوقيع على الاتّفاقيّة الدوليّة لسلامة الحياة في البحر عام ١٩١٤م، وما زالت هذه الاتّفاقيّة قائمة إلى يومنا هذا.