كيف كان يعيش الفراعنة

كيف كان يعيش الفراعنة

كيف كان يعيش الفراعنة

عصر الفراعنة
شكّلت مصر القديمة حضارتها في الشمال من القارة الإفريقيّة، وتركزت تلك الحضارة على طول مجرى نهر النيل قبل أكثر من خمسة آلاف عام، ومنذ ذلك الوقت مرّت على أرض مصر العديد من الممالك المستقرة؛ حيث وصلت ذروة قوّتها في عصر الرعامسة وهم من فراعنة مصر الذين حكموها لما يزيد عن مئتي وخمسٍ وعشرين عاماً، بدءاً برمسيس الأول، وكان آخرهم رمسيس الحادي عشر، وبنهاية حكمه كانت النهاية لعصر الرعامسة، وقد أُطلق عليهم اسم الرعامسة نسبةً إلى رمسيس.
الحياة في مصر القديمة (عهد الفراعنة)
قام الباحث الفرنسي (فرنسوا دوما) بإلقاء الأضواء على شكل الحياة في مصر القديمة وتحديداً في عهد الفراعنة عبر كتابه (الحياة في مصر القديمة)؛ حيث ذكر فيه بأنّ قدماء المصريين كانت تتنوع ملابسهم حسب المناسبة والطقس الديني؛ ففي طقوس الدفن كان ابن المتوفى يرتدي جلد فهد لحظة دفن والده. أشار دوما في كتابه إلى الطبقة المترفة في ذلك العصر؛ حيث كانت النساء يرتدين كامل حليهنّ ويظهرن بكامل زينتهن، وتمتاز ثيابهن بأنها مصنوعة من القماش الراقي الشفاف بشكلٍ مثير، وكنّ يرتدين الشعر المستعار الذي تمّ تصفيفه ببراعةٍ، وكن يرتدين حليهن بشكلٍ مكدس لافت للنظر، وعند ذهاب تلك النسوة لتقديم القرابين كنّ يضعن على لباسهنّ شبكةً من اللؤلؤ الأحمر والأخضر والأزرق. أمّا أزياء الطبقة الدنيا فقد ذكر دوماً بأنّها كانت أقل تطوراً، أمّا البحارة في ذلك الوقت فلم يكونوا يرتدون شيئاً؛ لأنّ عملهم كان يتطلب الغوص في أعماق الماء، أما الناس العاديون فقد كانوا يرتدون المئزر بشكلٍ عام، وعلى وجه الخصوص الصيادون منهم والعمّال. النساء من عامة الشعب كان ردائهنَّ عبارة عن قطعة قماش توضع على الكتفين وتُغطّي منطقة الصدر، والقرويات منهن كنّ يكتفين بشبكةٍ قصيرة من اللؤلؤ تلتف حول قوامهن، وكنّ يربطن فساتينهن البيضاء اللون بعددٍ من الأشرطة الرقيقة المصنوعةِ من القماش تمرّ بين الثديين وعلى الكتف الأيسر، بحيث يتم عقدها من الظهر. الإفراط في الترف هي سمة شكل الحياة في طبقة النبلاء، وخاصّةً في عهد (أمنحتب الثالث)، حيث اختفت في عهده الأزياء المتزمتة.
أشكالٌ أخرى للحياة في عهد الفراعنة
نفى الكاتب دوما في كتابه ما حاول المؤرّخون والباحثون إثباته باستمرار عن احتفاء المصريين القدماء (الفراعنة) بالموت عن طريق أدائهم عدداً من الطقوس الخاصة وإعراضهم عن الحياة؛ حيث كانت الحجة التي كان يستند إليها هؤلاء الباحثين هي قيام المصريين بتشييد قبور ضخمة وفخمة، بحيث أعدت أنّها من أكبر القبور في التاريخ كالأهرامات، أمّا الكاتب دوما فقد ذكر بأنّ الكنوز التي لا يصدقها عقل والتي تم العثور عليها في المقابر وعلى وجه الخصوص في قبر (توت عنخ أمون) تعرف على ما هى إلا قدراً ضئيلاً وجزءاً يسيراً تافهاً لما كانت تمثله حلي التاج التي كانت بحوزة الملك (الفرعون) في عهود الملوك في مصر، وعلى وجه الخصوص ملوك الأسرة التاسعة عشرة. الفلاحين القدماء – حسب الكتاب – كانوا يستخدمون لجني محاصيلهم المناجل المزودة بنصولٍ حادة، يستخدمها الفلاح دون أن ينحني. أمّا أداة التنقّل التي كانت تستخدم في تلك العصور حتى الأسرة الثامنة عشرة هي الحمار، ثمّ أصبحت الخيول هي وسيلة النقل بعد تلك الفترة وكانت تلك الخيول في أيدي الطبقة العليا كنوعٍ من الدلالة على الهيبةِ والنفوذ، وقد كان (أمنحتب الثاني) يطعم تلك الخيول بنفسه. أجاد المصريّون القدماء تربية النحل؛ حيث اعتبرت مصر أقدم بلد في التاريخ عرف تربية النحل، وكان المصريون القدماء يتناولون الطعام وهم جالسين؛ حيث يتناولون الطعام باليدين دون أي أداة من صينيّةٍ توضع على منضدةٍ صغيرةٍ بقاعدة، وكانوا على الدوام يغسلون أيديهم قبل تناول الطعام وبعده.

m2pack.biz