كيف نتعلم5من اصل8
ولكن عندما تمت مقارنة شهادة “دين” في وقت لاحق بالتسجيلات الدقيقة للمحادثات ذُهل
المشاهدون (ومن بينهم “دين” نفسه) عندما أدركوا أن شهادته في أفضل الأحوال كانت غير دقيقة وفي أسوأ الأحوال ملفقة.
يصف “بولس” (١٩٨٨ صفحة ٢٣) عملية الذاكرة على النحو التالي: “إننا نتذكر ما نستوعبه ولا نستوعب إلا ما نبدي انتباهًا له ولا نبدي الانتباه إلا لما نرغب فيه”.
بمعنى آخر تنبع الخبرات من العواطف والتي تعمل بدورها على تثبيت الانتباه وتؤدي إلى الاستيعاب والتعمق في التفكير الأمر الذي يؤدي بدوره إلى الذكرى.
يواصل “بولس” وصفه قائلًا: “الانتباه مثل الهضم. إننا لا نخزن الطعام الذي نأكله بل نعمل على تكسيره حتى يصبح جزءًا من أجسامنا. يختار الانتباه أجزاءً من
تجاربنا ويستخدمها لكي يغذي ذاكرتنا. إننا لا نخزن هذه الخبرات بل نستخدمها. لا شك في أننا نأكل الكثير من الأشياء التي لا نهضمها وبالمثل نمر بالكثير من
التجارب من دون أن ننتبه إليها” (صفحة ١٨٣).
تعريف الذكرى
الذكرى هي التعلم الذي يدوم. قبل أن تتكون الذكرى تدخل المعلومات الجديدة لفترة قصيرة إلى نوع من “ذاكرات الوصول العشوائي” وحجمها في حجم طابع
البريد تقريبًا وتقع في القشرة الجبهية الأمامية اليمنى فوق العين اليمنى مباشرة خلف الجبهة بسنتيمترين ونصف تقريبًا. يمكن لمنطقة الذاكرة العاملة هذه أن
تحتفظ بأجزاء المعلومات الأكثر من سبعة أو الأقل من اثنين “بت” (انظر الموضوع ٢٠-١٩) حتى نقرر أن نحفظها بصورة دائمة. عندما نقرر أن نتذكر هذه المعلومات
تتكون مشابك عصبية جديدة أو تقوى المشابك القديمة أو يحدث كلا الأمرين. هذه الروابط الجديدة أو التي ازدادت قوة هي التعلم الجديد. الروابط المشبكية
هي النظير الجزيئي لكتلة من المعلومات الجديدة على غرار رقم هاتف. مبدئيًّا عندما نتعلم يُفرز بروتين يُدعى كيناز ج (والمعروف اختصارًا ب PKC ) ويُخزن بين
الخلايا العصبية الحصينية طبقًا لعمل ” دانيال ألكون” من معمل الحياة البحرية و”وودز هول” ولاية “ماساتشوستس”