كيف يؤثر المنطق العقلي في ميزان العلل؟

 

فقره1
فقره1

 

1من اصل2

لقد ظهرت بظهور المنطق العقلي البطيء قوة جديدة في العالم، وبهذه القوة يؤثر الإنسانفي الغالب في كفتي ميزان العلل، وقد بينا عندما بحثنا في كتاب آخر عن انحلال المقادير كيف يصير المنطق العقلي عاملا كبيرا في هذا الانحلال، فبفضل ما في المنطق المذكورمن قدرة يستطيع الإنسان أن يؤثر في مجرى الأمور، وهو لعدوله بالتدريج عن الانقيادميزان العللللمؤثرات اللاشعورية التي كانت تقوده فيما مضى قد أخذ يتعلم كل يوم كيف يهيمنعليها ويقبض على زمامها.

وإذا كان المنطق العقلي – والإرادة تدعمه – لا يزال عاجزا عن تقرير المصير فذلكلأننا نجهل حتى الآن أكثر علل الحوادث، ولأن كثيرا من أعمالنا ذو نتائج لا تتحقق إلافي مستقبل مفعم بالطوارئ، فهذه الطوارئ ذات أخطار، وبها ينضم إلى ميزان العللعيارات ذات قيم مجهولة.

نستدل على ذلك بكون دهاة البشر الحقيقيين – القابضين على مصير الأمم، والذينلا يظهر منهم في كل عصر سوى عدد قليل – مع علمهم في الغالب كيف يجعلون الكفةراجحة فإنهم يخاطرون بالأمور كثيرا، وهذه المخاطرة تتجلى لنا على شكل واضح عندالنظر إلى (بسمارك)الذي استشهدنا به مرات عديدة؛ نظرا لنفسيته التي يفيد درسها،فقد كان المسير لهذا السياسي المحنك هو المبدأ القائل بالوحدة الألمانية، ولكن ما أكثر المهالك التي تعرض لها، والأحوال التي عاكسته، والموانع التي عاناها في سبيل ذلك!كان عليه في أول الأمر أن يقضي على النمسا الحربية ذات النفوذ الذي اتفق لها بفعل

من نصر في معركة “صادوا”، فبعناء ولعجز متناه١٨٦٦  ماضيها المجيد، وما ناله سنةفي قائد العدو، ثم كان عليه بعد ذلك أن يحارب نابليون الثالث الذي كان الناس يعدونجيوشه لا تغلب. نعم يقدر الرجل العظيم على الاستعداد لجميع تلك الأمور، ولكن منغير أن يضمن النجاح، وبالخلق المقدام والذكاء الواسع الخارق وحدهما تقتحم مثل تلكالمخاطر.والمنطق العاطفي على الخصوص هو الذي يقذف بالإنسان إلى المخاطرة،

m2pack.biz