1من اصل1
نصادف في الآراء الشعبية صفتين متباينتين: التقلب والثبات، فالتقلب يظهر أنه هوالقاعدة، إلا أنه ينطوي تحت هذا التقلب عناصر هي غاية في الثبات، كما أنه يوجد تحتأمواج البحر المحيط السطحية مياه البحر الساكنة، ويتجلى لنا جميع ذلك عند النظر إلىما طرأ علينا من التقلب منذ عصر.حقا يوجد خلف تقلب الجموع الدائم، وغيظها الشديد، وحماستها، وغضبهاالعظيم، وأحقادها التي أوجبت انقلابات عديدة غرائز محافظة متينة ثابتة، فقد ظلتأشد الجموع اللاتينية ثورة شديدة المحافظة كثيرة التمسك بالتقاليد، لم تلبث أن أعادتالنظم التي حطمتها بأسماء جديدة. ولم يفقه زعماء الجماعات أنها وإن كانت تأتي بالثورة فعلا إلا أنها محافظةبمشاعرها، فقد يسهل تحريك روحها بآراء سياسية يومية، وأما مزاجها النفسي الأساسيفالزمان وحده هو الذي يؤثر فيه.والعمل الآتي الذي قامت به الحكومة الإنكليزية حديثا يثبت لنا جهل الساسة للروح الشعبية، وما ينطوي تحت تقلباتها من ثبات، وهو: لما تم انتخاب مجلس نواب جديدفي إنكلترا لم يمنح الحكومة أكثرية كافية لإصلاح مجلس اللوردات ظنت أنها بخوضهامعركة انتخابية حامية الوطيس تقدر على جعل الجموع الإنكليزية تنتخب نوابا موالينيكفون لتنفيذ برامجها،